طيوب النص

اصطفاء وحضور

شيخ الشهداء عمر المختار
شيخ الشهداء عمر المختار

خاطرة عن قوله تعالى:
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)) سورة آل عمران

لا تخطي في حساباتك فتظنهم من الأموات
بل هم الأحياء، الأحياء
حضور وما هم غائبين
لهم الامتداد الخالد والذكر الباقي والأثر العميق
على الأرض كان خطوهم مبارك وخطواتهم طيبة
عمروها بالصدق والعطاء
عزفوا فيها معزوفة الوفاء
تسربلوا برداء اليقين
وتدثروا بثياب العز
ما ذلوا ولا خنعوا
ما خانوا ولا ضيعوا
اهلا للأمانة كانوا
وأصحابا للبذل عرفوا
واجهوا الموت وما خافوه
وتجاوزا الصعاب وما هابوها
شجعان كانوا مع أنفسهم ومع أعدائهم
هبوا حين سمعوا نداء الحق
وثاروا حين علا موج الظلم
نفوسهم أبية، عزائمهم قوية
أقوالهم حكيمة، أفعالهم جليلة
للثبات هم العنوان
وفي الصدق كان لهم البيان
نحتوا بالصبر دربهم
وبالعزيمة خرقوا جدار الطغيان

أصحاب حضور بأعمالهم
اصطفاهم الله فاختارهم
فكان لهم موعد
للارتقاء، للرفعة
لتجليات راقية
هناك، هناك
وما أدراك ما هناك
حيث معية الأنبياء
في فراديس الجنان
وحيث مقام آمين
عند المليك مقتدر

حق لهم أن يستبشروا
أن يغمرهم الفرح
ولأنهم الشامخون العظماء
أرسلوا لنا رسالة
لعل غيابنا لا يطول
فتشرق فينا شمس لا تزول
وتزهر روابينا بعد الذبول

وترنم إن شئت تاليا: (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)

لله خروجهم
وله انطلاقهم
به صولاتهم
وفيه جولاتهم
أيقنوا أن الحق يحتاج تضحيات
فكانوا أهلا لها
مسارعة وتنافسا
بذلا واقداما
بصائرهم نيرة
أوضحت لهم السبيل
ودلتهم على الصراط المستقيم
لذا كانوا أهل حضور
وحق لهم أن يكونوا الشهداء
وهم معنا كانوا السند والمعين
وعندما اعتلوا
سمو وأي سمو
ونور وبورك النور
لعل قبسا منه
يضئ فينا
وينير ما حولنا
فنكون كما هؤلاء الرائعون
أهلا،
للشهود والحضور
للقرب والاصطفاء
للتكريم والشهادة

مقالات ذات علاقة

وقفات …

المشرف العام

اجعلنا نختلف يوماً

هناء المريض

عوالمي أنت ملؤها

المشرف العام

اترك تعليق