طيوب البراح

رواية لولا المساء

الفصل الأول

عبدالسلام بن ابراهيم

من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي

إهداء: الى من كانوا ولا زالوا معي في كل حين ولحظة والداي.

أين هي الآن من ذلك المساء؟

فلقد تقابلنا معاً ومن ثم قد غادرت ورحلت ببساطة تامة، قبلما أن تترك لي رسالة رحيلها عني

فلقد تأملتُ، وتعلمتُ، وأدركتُ أنها لربما لي ذات العيون الخضراء التي لم ولن أرى لهن مثيل بهذا العالم قط.

تفقدتُ أنامل أصابعي التي جمدتْ لتوها من خوفي لفقدانها، أحسستُ بغربة بموطني هذا، شعرتُ باشتياق ما يجتاح كل شبرٍ بكياني الذي قد أراد لقائها على الفور وامتلاكها بسرعة البرق حتى تصبح قطعة لا تنقطع مني أبدا!

لا! فهي لا زالتْ منذُ ذاك المساء وهي قطعة مني، فأنا أريد التحكم والسيطرة على نفسي بأنني أستطع العيش بدونها لمساء ما أو لعدة مسائيات طوال، ولكن ولحقيقة الموقف ما هذه ألا فرية ما!

فغمامة الألم لفراقها تعتصر قلبي وأذ بعقلي يمنعني ويأبى بأن يرضخ لشيء ما يسمى الحب او يعرف بالحب لربما هكذا اصطلاحا.

وأن يكن كذلك فكيف لي أن أعرف بحبي لها وأنا لم أحب غير نفسي منذ قبل!

من هي؟

أين ذهبت؟

ومع من هي الآن؟

هل ستشتاق لي كما لم أنساها قط؟

أم كانتْ مرحلة ما عابرةٌ بحياتها فقط!؟

بلى فلقد أعتدتُ على أن أرى النسوة وكذا جميلات الصفوة وسيدات المجتمع بأن يجثينٌّ أمام ناظرة عيناي وأن يمضينَّ الى مالا حيثما مكان يعرف وأذ بي أحدق صوبهن لكي أصبُ بإيقاع أحداهن بشبكة حبي وعشقي اليافع لهن لها مني ذلك الرد القاسي.

فقط مساء واحد معها غير أنها قد ظهرت بحياتي فجأة كطائر الوطواط وسرعان ما أن اقتحمت عالمي حتى جعلتني أحتسي من شفتيها عشقا وغراما وحبا.

نعم فلقد أعطتني كل شيء وأغلى ما يمكنها لي من؛ عذريتها، جمالها، أنوثتها، سماحتها البريئة. وكل ما لا يمكن أخده منها أعطتني إياهُ غير أنها قد ذهبت عني فرحلتْ وافتقدت كل ذكرياتي معها وبالأخص سمرنا المبكر والدائم عند أوقات المساء المعتادة لنا فيما سبق!  …..

بتاريخ 12 أبريل 2021

مقالات ذات علاقة

جولة في جرافة حوت

المشرف العام

غيوم الشتاء

المشرف العام

أول السطر

المشرف العام

اترك تعليق