فرح الهوني
حضرتني الكلمات
وحاصرتني
حتى صرت أشمها
في الشوارع
وبين أضلعي وتحت النتوءات المخفية
ومن خلال الهواء الرطب
رائحة نتنة ضايقتني:
دخان حريق، كان أجدر به أن يغتالني
دمّ يوسف في البئر
أنابيب صدئة
وجيفة عندليب مقطوع اللسان
فشتمتها
حتى ابتسمت لي
فأنسدل عطر فائح
وأصبحت غزلان وأمطار ناعمة
قهوة الامس، وقد سرقتها مني ساعات النوم
وحفرة كليوبترا
ومسك الليل في الظلام الدامس
فشكرتها
ولكن ما ان استمعت وتذوقت ولمست
لوحت بأيديها مودعة، حالت، حتى انعدمت
ولم يتبقى منها
سوى ذكراها:
شعيرات أنف
واقفة
راحت أشواك أكثر حدة من سيوف الفتوحات
وبعج في الأرض حيث غرقت يومها
وقد أغمي علي
وأكمام قميصي المفضل كلما غسلته
زاد في بهتانه، حياداً
أصبحت الكلمات التي طوقتني بالأمس
مرادفات، فمفردات عشوائية، فحروف عطف
حاصرني السكون، ذاب إلى هدوء، حتى صقل إلى عدم
مال عليّ ميلان الحوت
خارج حوضه
حبيب دون حب
وشهيق دون زفير
حتى قلت:
“إحدى عشر أخ ظالم
ولوعة تنفقني
مقابل
قفزة رشيقة في عشية مبتلة
ولذة خالصة،
ولا صمت فارع في فراغه”.