طيوب البراح

الكتابة بلسان حال الآخرين

من أعمال التشكيلية فيان سورا


قد يكون هذا الاختراع مزعجا في بعض الأحيان، ومشوقا في أحيان أخرى، ولكنه كان بالنسبة لنا أسرع وسيلة تواصل وتعارف على الإطلاق، وكم حذفنا من الآفات البشرية وكم سعدنا لصداقة آخرين، أصدقاء الفكر والارتقاء الأخلاقي في التعامل، وقد كنت بطبيعتي مترددة دائما، فلا أقبل إلا صداقات شخصيات مهذبة من أبناء وبنات مدينتي، ومن ثم قبلت صداقات من مختلف أنحاء الوطن العربي، شخصيات على قدر عال من الثقافة والفكر المتجدد المتطور، في مجالات الأدب والشعر والموسيقى.

ومن خلال الاخوة والأخوات العرب، عرفت كم هي مهمة كتاباتي، قلمي يتميز بجذب الآخر لقراءته، وكما يعلنون، فأسلوبي في الكتابة ممتع اخاذ، مبدع، مع العلم اني لم اسمع هذا الكلام من أبناء وطني وبيئتي، ولكنني لا اقول هذا الكلام للحديث عن نفسي أو عن كتاباتي، فصفحتي مفتوحة أمام الجميع، لكن ما جعلني اكتب الآن، هي فكرة أو سؤال من بعض الأصدقاء من كلا الجنسين؛ هل كتاباتي تشبهني؟ هل ما أكتبه هو واقعي؟ هو ما يتحدث عني؟

فإنني هنا أجيبهم، وأقول لهم، بأن كتاباتي في بعض الأحيان تتحدث عن القسوة، ويكون الأسلوب فيها قاسيا، وانا لست كذلك، كتاباتي أحيانا رقيقة تخاطب الطبيعة والأحاسيس والمشاعر، كتاباتي أحيانا تدافع عن قضية ما، في مجتمعها يكون ضحيتها شريحة ما، وانا لست محامية.

كتاباتي قد تتحدث عن الحزن، عن الوجع، عن البؤس، عن الفقر، فهل كل هذه الصفات تمثلني؟ ليس بالضرورة أن كل ما اكتبه هو انا، أو إنه يمثلني، فوالله في بعض الأحيان، تدخل بعض صديقاتي على الخاص لتسألني ما خطبي؟ وما الذي حدث معي لمجرد الفضول لا أكثر؟ فاشعر في تلك اللحظة بالحزن لأنني لا أستطيع أن ألتقي فكريا بهم.

أنا اكتب عن كل شيء! وأناضل من أجل أشياء تستحق أن النضال من أجلها.

أصدقائي ليست كل كتاباتي تشبهني وتعنيني، فأنا اكتب عن كل اخوتي في الانسانية، وفي نفس الوقت اقول لكم بعض كتاباتي هي انا، تشبهني، تجسدني، تمثلني، ولكن لتبقى غامضة لا تعرف اي الكتابات هي!

وهنا يكمن سر الكاتب، والكاتب لا يعطي مفتاحه الخاص به لأحد، انا أحمل قلما لا ينضب،  سيبقى يناضل من أجل الفكر، من أجل الوطن، من أجل الإنسان، ويكتب للجمال، واقصد بالجمال هنا جمال الطبيعة والمشاعر.

مقالات ذات علاقة

كيس قمح في جيب مبسوطة

المشرف العام

ذنوبٌ خفية

المشرف العام

أيها الباقون

المشرف العام

اترك تعليق