سوزان علي – سوريا
كل يوم أراه
قبل النوم
فجأة ينير نفسه ويحدق في جسدي
ثم يرسم حانة في الهواء.
مصباح أسود
يقف في الزاوية قرب حقيبة سفري المقفلة
يضيء ويطفئ
كما لو أنها تمطر
كما لو أن سرب فراشات يغريه
الطاولة مهملة وبيتي مجهول
ومع هذا تفيق المشاهد المنسية
من أي فيلم قفز هذا المصباح؟
من أي قبلة تاه وعاد إلي ؟
ولماذا لا اراه في حلمي؟
مصباح اسود في الزاوية
يعشق المطر وتشارلز ديكنز وقبعات الغرباء
صنعه العمال في ريح عاتية
صنعوه للشوارع
للمساحات الحائرة
للأشجار
للجنود
للخونة
للشعراء
لماذا يرتمي بعاموده الصلب أمامي
لم أطلب من الله ضوءا
ولا من العتمة كتاب
إنني اتدفق كل يوم من مكاني
دون أن أصب في جدول أو بحيرة خامدة
دون أن أسقي زهرة
أو أحبل
والمصباح يقف قبالتي
يضيء المطارات
والأزقة
والمحطات الصاخبة
التي لا أعرف عن طعمها أي شيء.