طيوب البراح

من صميم الذكريات

فائزة محمد بالحمد

من أعمال التشكيلية والمصورة أماني محمد
من أعمال التشكيلية والمصورة أماني محمد

في كثير من الأحيان، ترتسم داخل مخيلتنا ذكرياتنا الجميلة؛ المفرحة والحزينة، والتي هي جزء من الماضي، ولكنها تعيش داخل أعماقنا بكينونتها ودفئها.. عندما نشعر بحب والدينا، وخوف أمهاتنا علينا، نشعر بدموع تحبس داخل أعيننا.. نحبسها ونخبئها خوفاً من أن تراها الأم الحبيبة، فتبكي لبكائنا وتشعر بالألم لأننا نتألم.

وعلي الرغم من خوف الأم الشديد علي أبنائها، إلا أن أمر الله قد يكون أقوي من خوفها ان تخسرنا، فتفقد الأم أحيانا كثيرة ابنها او ابنتها بسبب الموت، وهذا امر الله! وما اكبر ذلك الالم الذي تحسه الام لذلك الامر، أو تلك المصيبة، علي الرغم من إنها مؤمنة بقضاء الله وقدره، ولكن جرحها عظيم. نحزن لحزن أمهاتنا ونتألم لأجلهن، ولكن مهما أعطينا لأمهاتنا لا يساوي ذلك شيئاً أمام عطائهن المتواصل دون مقابل.

وتظل الذكريات وليدة الماضي تتسلل بشكل مستمر الي حاضرنا لأنها جزء لا يتجزأ من وجودنا الصارخ بالمعاناة، عشنا الصعب وتخطيناه لان القوة في التغلب علي الصعاب، ومن خلال المحن يخلق انسان جديد قادر علي العطاء قادر علي الخلق والابداع.

يحمل القلب احيانا داخل طياته أشياء جميلة وخاصة جدا، ويحاول ان يخبئها دائما لأنها تخصه وحده، واحيانا الذكريات تأخذنا ونبحر معها في زورق من الامل، وتتجول بنا الذكريات في اعماق مرجنا الحبيب، مدينتنا الفاضلة كما اسميها، أحبها احتضنها بعواطفي بمشاعري المفعمة بالحب الذي اكنه لها، فيا مدينتي الخضراء كوني بردا وسلاما دائما لي ولكل من اخلص لك، مسقط رأسي وحبيبتي خطوت اولي الخطوات علي طرقاتك وتجولت في شوارعك، تلك الشوارع التي ان ضحكت ضحك الاطفال من قلوبهم، وان بكت بدموع خفيه بكي لبكائها كل طفل وكل كهل وكل امرأة صادقة وفية، تلك الشوارع التي حلمت فيها بأحلام كبيرة، ونسجتها خيوطا من حرير داخل حاراتها الدافئة الحانية، مدينتي دائما ذكرياتي مرتبطة بك لأنني اتنفس من هواك واشرب من جداولك العذبة النقية فماذا بعد حب الأم إلا الوطن.

حديثي عن الذكريات حديث طويل، يحمل في طياته شجون وشجون وحب لله ثم الام ثم الوطن، ثم من فقدنا من إخوتنا ونظل نشعر بالألم لأننا فقدناهم، ونشعر بالرضا والسعادة لأنه ما يزال هناك احبة وأصدقاء، فلا أكن لك يا ذكرياتي إلا الذكريات الحقيقية الصادقة النابعة من معاناتنا وحبنا للقيم والاخلاق والإنسانية التي يفتقدها البعض٠

مقالات ذات علاقة

أشتاق وأشتاق

المشرف العام

كي يطمئن قلبي

المشرف العام

لُغَةُُ مَلْعُونَة !

المشرف العام

اترك تعليق