أحمد جبريل
في كل ليلة قُبيل الساعة الخامسة والنصف صباحاً، أضع يدي بجواري لأرفع بدني عن السرير، وأضع ما تبقي من عقلي ورأسي علي تّاج السرير وأرطم رأسي مرتين..
تأبيناً لما حدث يوم هرعت بخبر وفاتك أمام باب العناية المركزي، نعم! بنفس القوة بنفس الطريقه. كان الخبر صادماً ومخيفاً، أتذكر لم أسمع تعزية الطاقم الطبي. سمعت صهري يذكر الله.
ما هي إلا لحظات حتي خرجوا بك من باب العناية الصدئ المهترئ. وقفت علي أقدامي المرتعشة، واتجهت إليك بلهفة، ورفعت غطاءً أو شيئاً لا اذكره الحقيقة، والقيت نظرة علي وجهك.. كانت هي الوداع.
شيء في نفسي يقول ليس هو! هناك خطأ.. وشيء آخر يقول قد أصبحتُ يتيم الأب والروح ونصيحة.
كذبت خبراً كان صادقاً.. ها أنا بعد ست سنوات وسبعة أشهر علي ذاك الخبر اللعين، لازالت في كل يوم أسمع صدى الخبر داخل جمجمتي.
هل تعلم يا قرة العين، إنهم لا يصدقون أني في كل يوم أغفو على صوتك وحسك وطنطنة صوت المفاتيح الخاصة بك، لا يصدقون أننا نتكلم معاً كل ليلة قبل أن أنام.
أنتَ أخر ما يمكنني الوصول أليه، حتي في أحلامي وخيالاتي.. أنتَ نهاية كل شيء وغاية كل شيء.