أجرى خلف سراب أيامى، أجر رداء الوقت الطويل، أمضغ الأيام حنظلا عبر خيوط تغزلها شمس أيام تأتى وتذهب، تأخد معها شيئا من لب القلب، وشيئاً من ذكريات الأيام، وتترك شيئاً من حطام تتقاذفه السويعات الآتية ككرة جوارب قديمة، كثيرا ما تناقلتها أقدامنا الصغيرة، وهى تحلم بحذاء كبير.
كنا نلتقي هنا كل صيف، بعد أن ننتهي من إفراغ جربنا من الحكايات في مدن الشتات البعيدة، محلقين حول نار صغيرة تدفئ أصابعنا، وتنير لنا شيئاً من عتمة المكان.
كنا نشعل منها السيجارة تلو السيجارة، وتدور السيجارة كما تدور الحكاية، وتنطفئ وتعم العتمة المكان ليرحل كلا منا على أمل اللقاء.
من بعيد يرتفع القمر رويداً، ليغمر الكون بشيء من الضوء، وقليل من دفء المكان، أنسحب وأحد الأصدقاء على أمل أن نلتقى غداً.