طيوب البراح

بسبب الحزن أتلاشى

فائزة محمد بالحمد

من أعمال التشكيلية الليبية خلود الزوي.
من أعمال التشكيلية الليبية خلود الزوي.

لست صديقة لأحد! أحس بأنه بيني وبين الجميع جفوة أو مسافة، أنا من يخلقها! أبتعد لأكون في مكان ما، ركن ما، زاوية ما، ليست بالقريبة أو البعيدة، هكذا أرادت نفسي أن تبقى مسافة.

أتلاشى أنا بسبب الحزن، ثم أجمع نفسي من جديد، في كل مرة ينتابني فيها الصمت، يكثر الضجيج بداخلي، يناقش كل ما يحدث حولي، ولكن ذلك الضجيج لا يسمعه أحد سواي.

أفكر متى سيتخلص بني وطني من تلك الثقافات البائسة، التي زادت من أزمة الوطن، هذا يشتم ذاك، وذاك يشتم هذا، في ظل وضع مأساوي؛ وشتائمكم لن تنقذ الوطن.

يحزنني شباب غافل عن العلم والثقافة والدين، بسبب الإنترنت وغزو آخر كثير لعقول الشباب

حقيقتي…

معلمة أنا أدخل الفصل مبتسمة! أحيي طلابي بحب وأبدأ أستفسر عن أحوالهم وماذا فعلوا، وما الذي يزعجهم، ومن ثم بعد ما يقول الكل ما في جعبته؛ نبدأ الدرس وأنا أتمنى رغم كل الظروف أن ننشئ جيلا واع على قدر من المسؤولية، مثقف ملم بتعاليم دينه، يعرف عن الصحابة والخلفاء الراشدين أكثر من كل شيء آخر، تافه كالبوبجي والسراويل الممزقة ومظاهر الحضارة الزائفة التي لا تمت للحضارة والثقافة بصلة، وكمعلمة أتمنى أن يتحقق حلمي.

وما أتمناه لهذا الجيل، ليست العيشة جميلة بسبب ما يحدث للعرب، فهذا ما ينغص علينا حياتنا فيجعلنا نبتعد ننزوي نفكر نحزن ولا نستسلم للضحك والتسلية وتلك الصحبة التي كانت في وقت ما أمن وبريء نلهو ونتحدث وتخطط لرحلات جميلة مع بعضنا.

اليوم يكبر القلق بداخلي وأتساءل هل أمة العرب ستستعيد مجدها وازدهارها؟

هذه هي أكبر امنياتي!!

يرونني بعيدة وصامتة، ولكنني انا أتحدث.. أتحدث.. أتحدث، ولكن ربما بطريقة لم تعد تفهمها صديقاتي وأبناء هذا الجيل.

أيها الحزن الكبير بداخلي، ترجل لا ترافقني إلى حيث يوجد أصدقائي، فإنني أريد أن ألقاهم من دون أن تكون هناك مسافة..

مقالات ذات علاقة

مات قبل أن يرى موته

المشرف العام

الحزن

المشرف العام

نبرة آلم

المشرف العام

اترك تعليق