كرم الشبطي – فلسطين
في ذات مرة دعتني حبيبتي لشرب القهوة
قلت لها سأقطع كل هذه المسافات لنشرب القهوة
ضكحت بكيد النساء وبعشق الحب وقالت ألا تستحق القهوة
خجلت واحمر وجهي ولا أعلم كيف شعرت بسخونية في جسدي
وأنا من طبعي لا أرفض أي دعوة وما بالك إن كانت من حبيبتي والقهوة
انطلقت في الصباح ومررت على كل المدن الفلسطينية والقرى الجميلة
ما اجملها من دعوة دعتني لاتعرف على جمال الطبيعة التي كانت تهجرني
وكأني خارج من سجن كبير وأول مرة اشاهد فيها وطني الصغير في خارجي
كنت احلم فيه من صغري وانا اتنقل بحريتني دون قيود من أحد ولا محتل
ولكن الظروف كانت دوما اقوى مني عبر فقر وحرمان وحواجز تقطع الاوصال
حان موعد اللقاء وانا أجهل المكان واخدت أفتش بين الناس والعيون
أين هي حبيبتي في عيونهم ومن منهم تحمل الاشارة التي اتفقنا عليها
سرت طويلا وشمالا ويمينا اتلفت واحلم من الجنوب للسماء أعبر وأتيقن
حملت معي هدية بسيطة كانت بمثابة رسالة تعبر عن تاريخ وايام وذكريات
وفجأة توقف النظر ونطق النبض بصوت عالي ها هي تنظر لك وتبتسم لاجلك
فرحت كأي طفل ومثل أي مراهق مشتاق لرائحة المرأة الحسناء في الجمال
راودني شعور التقبيل ولكني ترددت واكتفيت بسلام الروح للروح عبر اليد
كثيرا ما اخرج عن العرف وكأني مولود في باريس وليس في غزة ولا القدس
كانت البداية اكثر حرارة مما توقعت وناديت بها ولها وعدت المشتاق للحضن الذي حرمت منه سنوات وسنوات بعدما كبرت على الانتظار وبقيت
أنظر لها وبها وارسم في خيالي واقع طرح مليون سؤال في لحظة ما
عابرة تلك الأفكار وهي تأخدك كما طير يرفض كل الاقفاص المعششة للعقل
عربي وشرقي يسكن التناقضات ما بين محرمات وشرعنة الغاب بلبس الجمال
كسوة تغطي كل شيء ولا تظهر مفاتن الحياة كما خلقت داخل اليتم انفجار
للمشاعر والنزوات ما بين حب لهو وعشق يطاردك في كل مكان لصورة خيال
تراها مرسومة على القمر وتشرق لك مع الشمس وتعانقك كل صباح وسماح
ومساء ليل من ظلام يشعرك انك تحت الاضواء عاري تماما دون حاجة الناس
انت هنا الممثل في أكبر مسرح يسمونه الحياة مع ذلك الجمهور يصفق
تعود علي المجاملات وما يراه عكس ما يخفيه نص الكلمات في الوجوه
هل هي حقيقية ام كلها تلبس القناع المزيف وتستر العورات امام بعض
تخيلت كل الشوارع والأزقة من المخيمات للابراج والقصور وفيها القرار
من يسكن تلك القذارات هو من يخرج ويفتي ويشرع خارج الحدود له ويلزم
علينا ان لا نفكر ولا نحلم ولا نتأمل ولا نشعق ولا نحب غير ما يريد هو
وغيره الأكثر بمن يسمعون ويقدمون فروض الطاعة العمياء والصماء فقط
حالة الغيب والعيب تدخل الانسان في دوامة وعبر قدر احمق تغرق الكل
الحرية لها وبها ايضا ما يحترم جسد المرأة دون الرغبة الموحشة بقصد
وما بيت القصيد غير ما نتمناه ونسمعه ونستمتع به دون خدش الحياء له
وبه ما يعزز ثقافة وتربية تغلب على الكل وتنتصر على ذات المعني الحق
ولن تجد ذلك بغير رسالة عنونتها للانسان والوطن وعزفت الحروف لأجلها