طيوب عربية

توكتوك في ضوء حزن القمر

10 قصص قصيرة جدا: متوالية سردية في ثلاثة فصول

من أعمال التشكيلي عبدالرزاق حريز

ـ 0 ـ

التوكتوك يسعل في الخيمة٬ والليل يتصبب عرقا في الكلمات٬ يتوقف بين ثلوج الفارزة والنقطة. والعاشق يعود شهيدا على توكتوكه البنفسجي٬ ومن صمته الهزيل٬ يصهل صدره. ينتفض رواق الخيمة٬ سعال الساحات والاحياء الفقيرة معتمة٬ وحفيف عجلات التوكتوك محطمة. والأنين التائه بين الأمهات حيث القبور بين القبور٬ والأغنية بين الصخور تنوح وتنوح٬ دم التوتوك الضائع. وحفيف العجلات المكسورة٬ للأطفال السمر والآس المقطوع الميت على أبي نؤاس٬ الأغنية خندق على ضفة الحنجرة الحجرية. أيتها الخيام المشردة٬ والتكاتوك المهحورة المكسوة بالدم والشمع٫ أيتها الغابات في أم الربيعين٬ والشمع والأيقونات في غدات غربتها بالكنائس٬ ترافق أبي الخصيب في غربته٬ دعوني أنطلق بالتكتوك أنطفيء٬ أشد أغنيتي٬ شمعة أمام النافذة٬ أتألم أمام الريح. دعوتي أتوجع كنخيل البصرة حول السفن القادمة والذاهبة٬ أتألم كحقييبة “ديوان شظايا ورماد للملائكة”٬ فالألم يبسط جناحيه “فوق قصيدة / كوليـرا”٬ الهم يفرش جناحه المكسورة٬ والموت المعلق فوق النخلة ٬ معلق في خاصرتي التوكتوك٬ يرافق ألم خاصرتي المطعونة٬ الخائن يخسر. التوكتوك في ضوء القمر٬ يلج الساحات كنظرة التوتكوك العاشق في الشوارع المراهقة للحجر٬ كأنين الهواء القادم من البصرة لأم الربيعين.

ـ 1 ـ                                                                                                        

توكتوك في ضوء القمر٬ خطوات أغنية٬ “لباب الشرقي”.!        

ـ 2 ـ

جفاف السهر٬ تسكع توتكوك على جسر التنومة٬ حزن قمر شط العرب!   

ـ 3 ـ

وداع أبي الخصيب٬ الموج وطني٬ والسعف في المنفى.! 

ـ 4 ـ

البرد على الرصيف٬ تحت المطر٬ يراقصني التوكتوك “كلمات”.!

ـ 5 ـ

ساحات أم الربيعين٬ وشم تبغ وشواع البصرة٬ التوكتوك في نظرة نسر.!  

ـ 6 ـ

ليل المفرزة الطبية يتساقط٬ التوكتوك شاهد٬ في الساحات٬ المصحف الهجري في شتاء ضائع.     

ـ 7 ـ

أجراس الكنائس تحت المطر٬ من باب الشرقي إلى”باب توما” معتمة٬ وشم رابية ليل وأزهار.!

ـ 8 ـ                                                                                                

التوتوك يحمل قصائده٬ والشوارع تعصف٬ والدمع يتساقط من كرسي الأعتراف في التاريخ.!

ـ 9 ـ

التوكتوك في الخيمة الطبية٬ يتقوع صمته٬ ومدفنه موقد٬ جمره في الكستناء والجريح في في جسد خيمة يتلوى قيح ٬ وراح الأنتظار يارب… و” معتصماه”.!!

ـ 10 ـ

ـ يحملني الشمع على قوس التحرير٬  أردم مجرى آسن٬ و أحمل يتيما وأستر لفافة توتوك أمل على أمل. آه يساعدني صوت التوكتوك سائلا في صرخة الحق٬ مواجهة الجسوروالساحات٬ مواجهة نريد وطن. يحتمل جوع وحرمان حوع الموت٬ يد ترمم زهرة وأقتحام شارع. آه ألم النهر٬ بصلابة منجل ولحاف سنابل٬ إليك يا عراق. ساعدنا يا جوع يا حرمان٬ التوكتوك ينزف في ضوء القمر.

 ـ أنتهت ـ

مقالات ذات علاقة

في القصاص حياة

عبدالناصر عليوي العبيدي (سوريا)

أطروحة دكتوراه لحسن جسّام عن قصص سناء الشّعلان بنت نعيمة

المشرف العام

استظل إلى الشوق

إشبيليا الجبوري (العراق)

اترك تعليق