إشبيليا الجبوري – العراق
أما شروط الجانب الذاتي في تقبل الموضوع وتلقيه٬ يخوض النقد فيه صراعا مريرا داخل شبكة المعلومات للديالكتطيقيا. أي أن شروط إستطاعة تلقي عناصر الموضوع هي شروط المحتوى ـ ذاتية ـ لقوام صلة الحساسية٬ ترابط نفسها وتقويتها. فهي أخلقة الإمكانية لقدرة منفعلة٬ وبالتالي٬ تفترض ما تنفعل بأخلقته٬ أي ما عنه تتلقي أنطباعت حسية إليه٬ وما يفترض أن يكون العناصر في ذاتها أشياء. إلا أنها تستقطب تلك الأنطباعات بناءا لمخيلتي توقعها المحض٬ للمكان والزمان٬ اللذين يجعلان من التوقع حدسا له مقاسا كميا/نوعيا (= متضمنا به التجربة الحسية)٬ أي خبرة الحدس ممكنا٬ بعض الإمكان.
وأن لزوميات الابداع الموضوعي٬ من حيث شروط تفكيره متصلة بضوابط شروط المحتوى٬ لإسناد ذاتيتها العارفة/الفاهمة٬ من حيث هي استطاعة مستقلة٬ قدرة تلقائية٬ بمعنى٬ إرادة الاقتدار(= ليس القوة)٬ أي [=الاعتناء على نحو أفضل بهذا الأفهوم في السعي إلى القدرة والاستطاعة٬ سعيا يتخطى حدود القدرة ذاتها باستدامة نحو المزيد٬ وسعيا لا يؤدى به ذات عضو مزعوم]٬ بأفضل الجودة وأوفر الإرادة٬ مولدة٬ قدرة على التفكير الاستراتيجي والإوتعاء (= الوعي الذاتي)٬ أعني٬ على لملمة وتوحيد ما يفكر في وعي ذاتي/إوتعاء٬ لا يحتكم لتغير المناخ و لا يخضع لتبدل ظـروف البيئة؛ على اعتبار أن منهج الديالكتطيقيا بأرضنته كملكة نقد الحكم٬ بمعنى٬ إدارة شبكة ملهمات النقد النوعي٬ تحكمها نظم المعارف والمعلومات/ الإرادة الحاكمة٬ أي٬ قدرة على تحديد سمة المخيلة لإنتاج الحافظ المعرفي القبلي٬ إرادة مولدة المنقودات لصورة الزمان٬ و توليفها المتنوع القيمة٬ معطى٬ في أفاهيم تعي مصادرحسيتها٬ كالضوء على جوهر الأشياء٬ وإخضاع هذه القيم الفائضة تحت إرادة الأفاهيم المعرفية المحضة إلى فاهمية مجردة عند المقولات٬ بموجب أصول الفاهمة المعرفة/المشخصة المحضة٬ التي هي بداهة الأصول القبلية لا مكان مماحكة التجربة وإنشاءها الميتافيزيقي الجديد. بل منهج الديالكتطيقيا يستعملها لا مجرد ناقل تستخدم لنقد للملكة المعرفية٬ بل محددة للتطورات وتعيينا لشروط إمكان تقبل نمو وتلقي التحولات المتلقية٬ وإنما لتعقل هذه المعرفة في محايثة سعي حساسية ملهمات النقد٬ وجعل لها مبادئ لشروط إمكان معرفة المراحل ونطاقها ظاهرا.
وأن شروط الديالكتطيقيا في تعقل المعرفة٬ بمعنى سعيها إلى أقصى العامة ممكن٬ شمولا جامعا موحدا ممكنا٬ مع حفاظ بقائها معرفة موازية٬ هي الاستخدام الامثل لملهمات النقد لأفكار الناقد٬ أي استخدامها استخداما تنظيميا موازيا. مما يعني أن ثمة استعمالا غير غير مشروع للناقد ناتج عن الإخلال بلوازم إحداث المعرفة النظرية بقنوات أفاهيم المعرفة الفاهمة خارج عناصر محددات عناصر التجربة السانحة وتمكين استخدام ملهمات النقد الأفكار استلهاما معرفيا قبليا٬ إنشائيا تركيبيا. وخلاله٬ يتقد الناقد ويتشط ميتافيزيقيا للنقود ترائيا٬ ما يجعله في تيه من الديالكتطيقيا٬ أي في التلفيق والانحراف والغلط.
وتوضح لزوم الاقتدار المعرفي النقدي٬ الإمكان ومدى أهلية حدود الاستعمال لملهمات النقد٬ وهو النصوص في كل بنية النقد٬ وهذه معضلة ومشقة٬ ولا يمكن بهذه البساطة ولا بهذا العيان. وهنا٬ يتطلب من الناقد٬ تغيرا شاملا في ادوات واساليب منهج التفكير أزاء ملهمات النقد٬ إستنادا للفاهمة الديالكتطيقيا القبلية إلى صنعة الفروض الجديدة٬ وتعقل معارفها ضمن شروط اقتدار المعرفة٬ و ضوابط إمكان الأفهومة النظرية في محايثة تنظيمها٬ وإجراءات متابعة متصلة لحل التأشكلات العامة٬ بوسائل معاطاة للفرض. وأيضا٬ على الباحث الناقد٬ يتطلب منه تبسيط وتذليل الصعوبات أثناء العرض٬ وإن كان اجتهاده يخالف قراءات النقود الشائعة٬ لغرض تثبيت إنجاح محاولته للقبض على القيمة التي تنتج وتحرك روح الإنتاج للنص وفوائض ملهماته.
هنا يظهر تماسك روح منهج الديالكتطيقيا٬ أن عمله في ملهمات النقد٬ عمل تأسيسي٬ وأن يستلهمهما المنطق الكانطي٬ لكن لا يهمل الرياضة فيه أوالظواهر والطبيعيات اللذان يشغلان الناقد دوما في تأصيل النص٬ بل على نبش النص أنشغالته بهما في تحسس الظاهرة وتحصينها. إلا أن منهج الديلكتطيقيا دؤوب في ذاته٬ يسعى إلى تمنطقها بفاعلية نوع جديد يمتاز بتغوير الناقد فيه٬ نعوت تلازم لكل عناوين مراحل البحث ووقفات ملهمات النقد وفصولها٬ ما ميزها بـ” بنتائج قيم الأفهومة القبلية” الساعية لا المفارقة.
ولأن الديالكتطيقيا٬ له تشخيصاته لملهمات النقد تبنى في أستلهمات المنطق الصوري بحسب العناصر والمنهج في التلقي٬ وهذا “أستيعاء” لا يفارق بناءه٬ رغم فرادته وتميزه٬ ما جعل النقاد البحث دونه٬ خارج الوعي الذاتي(=أوتعاءه)٬ يغلق آفاق فقهه النقدي الفريد على الفهم٬ فتعامل أدوات وأساليب عناصر منهجه٬ تعاملا ماديا تاريخيا٬ محاولة شفط روحه العلمية٬ كما يرد ويحصل عموما لدى الدوغمائيين٬ بغية طمسه٬ لأن هذا المنهج لم يستعمل تباعا بالمعنى الحصيف والدقيق٬ بل خمط لثامه وخلطت ألفظه بمعان مغايرة دلالته٬ وجعل نعته بالمنهج المفارق لروح ملهمات النقد٬ اللفظ الملازم والقريب لمادية قبلية تاريخية. ألا أن المادية القبلية التاريخية بالنسبة إلى الديلكتطيقيا إشارة إلى المعرفة من حيث علاقتها الأفهومية القبلية بـ”الموضوع” لمتن المنقود. وهذا الفهم ينير كل عناصر ومنهج الديالكطيقيا٬ الفهم كل حسب سياقه٬ له قوانينه٬ وأقتادار سعيها.
أما منهج الديالتكطيقيا في ملهمات النقد وبحثه للنقود التي تشبه المنطق الصوري بمضمون الأفهوم المعرفي٬ له أهتمام آخر. (…يتبع حلقة قادمة /تتمة ٣).