عمر بهاء الدين الأميري، شاعر سوري من مواليد 1916- 1992. شاعر كبير عرف كيف يدخل بوابة الشعر من بابها الكبير، وهو باب الإيمان، وعرف كيف يعزف كلماته النديّة في رحاب ربّ الكون وجمال مخلوقاته، حتى استحق لقب شاعر الإنسانية المؤمنة، لقد جمعتني به الصدفة الجميلة ذات لقاء أدبي كبير في الملتقى الدولي للفن الإسلامي، وذلك عام 1990 بجامعة الأمير عبدالقادر، بصحبة ثلة من خيرة رجال الأدب والثقافة والدين، وكم سعدت لمجاورته في غرفة الفندق، شاعر يفيض رقّة إيمانية، ومتحدث لبق مسترسل في سرد تجربته السياسية بكونه اشتغل سفيراً لبلاده في كل من باكستان والمملكة العربية السعودية، كما اشتغل أستاذا لعلم الاجتماع والتاريخ والحضارة في كل من جامعة حلب ودمشق، وكلية الآداب بجامعة محمد الخامس وجامعة القرويين بالمغرب مدة خمسة عشر سنة.
والشاعر عمر بهاء الاميري شاعر. يجيد التحدث بعدة لغات منها التركية والفرنسية والإنجليزية ولغات أخرى.
أنذر شعره لموضوع الشعر الصوفي، وأبحر في مواضيعه المتعددة، ومحطاته الإيمانية الشيّقة بكل تفاصيل النبض الإيماني، وهو يكتب بلغة سهلة ممتنعة ونديّة حنية حيما يتعلق الامر بالحب والعشق الإلهي، والحديث عن رمضان وعن قضايا إيمانية عميقة. ولقد أهداني ديوانه “قلب وربّ” توشّيه أبيات صديقه الشاعر أحمد محمد الشامي. والتي يقول فيها:
أيّ قلب ثبت اليقين كبير ** بين جنبيّ أبي البراء الأميري
قلب حرّ حلاحل طاهر الرّوح ** سليم الشعور والتفكــير
نتباهى به في المحافل فخـــرا ** واحتفاء بالعالم النحــرير
ها هنــــا شعره يسبح باسم ** الله يشدو في ليله والبكـور
خاشعا نبضه دعاء ورجـــــوى ** ساجدا راكعــا لربّ قديــر
من جميل أبياته الإيمانية قصيدته “ســجــــدة” يقول في بعض أبياتها:
كن مع الله وابتغ الله وحده
ليس إلّاه فـــي العوالم عــدّه
واجعل الله خفق قلبك حمـدا
ورجــاء.. وخشيـة.. ومــودّه
وافن في حبه إن استطعت تحيا
فوق عمر الحيــاة ما شاء خلده
هذه وقفة أردتها تكريما وتقدير لشاعر عربي كبير في شهر الصيام رحمه الله كل عام وأنتم بألف محبة إلهية وخير عميم.