طيوب عربية

التوكتوك لبلاب على جسر الاحرار

6 قصص قصيرة جدا ـ  متوالية سردية

إشبيليا الجبوري – العراق

التوكتوك البطل (الصورة: عن الشبكة)


ـ 1 ـ
التكتوكة خضراء أو زرقاء كاللبلاب تنقل الجرحى٬ تنمو في التضحية كفاكهة الجدار٬ تتسلق الجسور. وحين تفصل تتصل٬ دجلة السماء وفرات الأرض٬ بأخلاص جامع٬  قربى سهرات جريح جسر الجمهورية وشهيد ساحة التحرير. 
 
ـ 2 ـ
ومع برد تشرين٬ تصير (فطيمة) أشد صلابة في تضميد الجرحى٬ وأشد أخضرارا في التوكتوك. دم الجريح عادة الحجر٬ ينقل العشق جسد شره من أطراف أنشودة التحرير٬ متشابكة رواق مفرزة خيمة التضميد٬ و (فطيمة) تتلامس. تحمل النسغ نفسه٬ هي الحبيبة٬ نبتة نفسها فوق الجرح٬ وهي سعف نخيل٬ سعوفة أيضا. هي الأعوام” زقورة أور” التي تنعقد وتنفك. هي الأيام وجروح بلون الحريق. هي بغداد الريح التي تخترق النور مدورة٬ وتجد الظل الذي يعلو التوكتوك فوق الجسر يتسلق٬ مع التكتوكة اللبلاب كاملا لم يمس فاكهتها إلا السهر مع برد كانون.
 
ـ 3 ـ
حضور التوكتوك٬ أحتفاء٬ ماذا سيبقى مني حينما أموت؟٬ قالها العاشق (حمدان)٬ سائق التوكتوك٬  سوى هذا المفتاح٬ القلب السالم/المعافى بحب (فطيمة) من الإحتضار٬ وهذه الكلمات التي كانت تسمى المنقرضة التي سقى بها الجدران. برد دجلة رسائلها٬ النهار فوق غطاء التوكتوك٬ هشيم الولهان٬ رمادا في نفخ الظلمة الشرسة؟ ماذا سيبقى من الخيمة في ساحة التحرير٬ حينما يجرح ذلك التوكتوك الأخير؟٬ لربما ستكون الليلة الجنائزية الفارغة ليلتها٬ بل ليلتنا.
 
ـ 4 ـ
 لن يأتي الربيع أزهاره٬ عودة كلكامش إلى أنواره. لن يبقى أنكيدو شغل العشبة٬ ولا حزن الإيمان ولا العشق سماء ترابه إلا عند بوابة البحار. بابل٬ الزمن المفتوح المماثل للمراهنة٬ عشبة تحدي البحار٬ وسور بابل يتسلقه التوكتوك كاللبلاب خضراء أو زرقاء٬ تنمو في العشق فاكهة الجدار٬ وأن يمحو عن ذلك رمل المراهنة اليابس٬ التحدي الملتبس٬ كل شيء حينما يخلصني كلكلامش أو يكبل (أنكيدو) بالسلاسل٬ وإن كل ثمة أحد حيا فسوف يكون لنا التوكتوك مستيقضا٬ ينشد الشهداء في كل مكان من باب المعظم والسنك.
 
ـ 5 ـ
نقش الدفء موقد سهر كانون٬ مرة٬ أستفاقت الموسيقى ضربات القلب القلق بغتة٬ في منتصف الليل. كانت تدوي في ضمادات الجرحى٬ قبل أن يعرف العالم أن صوت التوكتوك عويل٬ موسيقى شهقهات الساعة بلا عودة٬ وعويل عشاق ساحة التحرير التي تفني اللحظة في خيمة ثائر كل لحظة.
 
 
ـ 6 ـ
خيمة المفرزة الطبية٬ تطبب جرحى فيها طاووس النار٬ إلى روح (فطيمة٬ وحمدية فوق الجسر) إلى ذكرى لويس وجورج وسمارة)٬ لا تجن قلبي إلى الليلة في ساحة التحرير٬ الدماء سقطت لتقتلع فيها الشعوب و وتألق من المحبة مساجد لجوامع وكنائس مرقد قداسة أوطانها. لا شيء بغير الحب: تملأ العالم أخلاص سهرات التكتوكة خضراء أو زرقاء كاللبلاب تنقل الجرحى بالكلمة.!!.
 
          11.01.20

مقالات ذات علاقة

الكتابة عن المقرّبين- أفكار أوليّة

فراس حج محمد (فلسطين)

الحروفي عزالدين جنيدي يعرض مقاماته بالدار البيضاء

المشرف العام

“التنّور” الثّقافيّ ينشر روايات سناء الشعلان (بنت نعيمة)

المشرف العام

اترك تعليق