النقد

عالفرح مصبحنى..ديوان الفرح والبهجة

محمد القذافي مسعود شاعر وصحافي، لديه نشاط كبير في الصحافة الثقافية في ليبيا، ونشر عمله الصحفي الثقافي من حوارات و استطلاعات صحافية مع كثير من الأدباء الليبيين والعرب في كثير من الصحف الليبية كما أنه أصدر منذ سنوات كتاب بعنوان “حواري معهن” ضم كثير من الحوارات الصحافية مع شخصيات نسائية من الوطن العربي دار أغلبها عن النتاج الأدبي والفكري والفني للمرأة وقضايا المرأة من خلال كتاباتها وإبداعها الشعرى والسردي.
 

عالفرح مصبحني للشاعر محمد القدافي مسعود

صدر للشاعر منذ سنوات ديوان شعري بعنوان “لمختلفين في نعناع النظرة “وكتب الشاعر أيضا في مجال عوالم قصيدة الشعر العامي او الشعر المحكي حين أصدر ديوان شعري بالعامية عنوانه ”عالفرح مصبحنى” وهو الديوان الذي نقدم قراءة له عبر هذه الرحلة  في قصائد الديوان المتكون من 20 قصيدة متنوعة وحافلة بكثير من المشاعر.
 
حين تتجول في قصائد الديوان ستلفحك تلك الروح المبهجة في قصائده التي تغنى للفرح والحياة والحب بحيث يبدو اختيار العنوان مناسب لروح الديوان الطافح بالفرح والبهجة والحب ففي قصيدة “حبك باقي” يقول الشاعر:
مازلت في حبك باقي”
وانا عالحب صغير
كاشفلك كل أوراقي
وين ما تغيبي نتحير
حاضن صورتك واشواقي
نحلم بيك تناديلي
بالذكرى صابر شاقي
طول عمري مانتغير “
 
فالقصيدة طافحة بالوجد وغنية بالكلمات المعبرة عن الحب الذى يعتمل في نفس الشاعر الذى يبدو كطفل هائم في دنيا البهجة والحبور وهى المعاني التي تتردد طيلة قصائد الديوان كما في قصيدته” مشتاق نحب” التي يقول فيها:
مشتاق نحب
مشتاق نحب ونسهر
ونعيش حكايات
نبقى طفل ولامانكبر
مشغول بلعبات
مشغول بلون جديد
زاهي بفرح وعيد
وعصفور القلب سعيد
يرفرف بالغنايات
 
وتتراقص كثير من قصائد الديوان وتحتفى بالحب وجماله لتتربع قصيدته التي عنون بها الشاعر ديوانه ” عالفرح مصبحنى” بين قصائد الديوان كقلادة جميلة  براقة وذلك حين يقول
حبك يا أجمل حب عرفته
في لحظة زي الطيف لمحته
نساني المر اللي عشته
كل يوم عالفرح مصبحني
 
وتتدافع قصائد الديوان في تعابيرها الضاجة بالحب وترتسم صورها ومعانيها بين الحب والخيرة ومشاعر الاشتياق كما في قصيدته ليالي الشوق التي يقول فيها:
قاسية ياليالي الشوق عليا
ما نهدأ غير معاك أروق
نحس الدنيا طايرة بيا
عالي فوق سماها فوق
حتى بغيابك باقي حضور
تخضار الدنيا وتغني طيور
ما تخلي حاجب بينا لاسور
وطعم الحب الصافي أذوق
 
قصائد ديوان الشاعر لا تسير في نمط واحد فقط بل تتجدد وتختلف مواضيعها حسب الحالة الشعورية، فلكل قصيدة حالتها النفسية الخاصة بها فهي تنتقل بين الاشتياق والحب الجارف ثم تنتقل في قصيدة أخرى للعتاب والشكوى كما في قصيدته “متعجب”
متعجب كيف قلبك يقسى
وما كنتي حاسة بالقسوة
تنسي ومن يقدر ينسى
يا مسهل عليك النسوة
تنسي وكل جديد تحبي
وقسم تقولي جابه ربي
وفيا ما زلتي نار تشبي
تكبر بالذكرى وتقوى
 
وطالما كان الحب هو مراد الشاعر ومبتغاه، فثمة جروح لا بد أن تنبت فوق حواف حديقة الحب التي يرسمها، كل عاشق كحلم وخيال ولكن لابد للواقع أن يهزه ويوقظه، من عالم الأحلام الشعرية لتنزف جروحه فيكتب الشاعر قصيدته “الجروح عليك” وهى القصيدة التي يرتفع فيها الشاعر ويسمو حين يقدم نفسه كطبيب مداوى لجروح الحبيبة
خلي الجروح عليك
وخلي الدواء عليا
قلبي ما بين ايديك
تزيد جروحك فيا
 
وفى قصيدة أخرى يتمرد الشاعر على كل قصائده السابقة ويعلن بأنه سيعتزل الحب فلقد كفر بكل المشاعر الجميلة التي طالما جاشت في قصائده وكفر بالحب ومعانيه وقرر أن يقفل باب الحب من حياته إلى الأبد كما في قصيدته التي يقول فيها ”ما عاد نبي الحب”
ما عاد نبي الحب
ولاعاد نبي أحباب
يكفي ما ذاق القلب
يكفيه كثر عذاب
يكفي تعذبنا
عذابه نار بتلهبنا
الاحزان تراودنا
خلينا دوم أصحاب
 
 ولكننا نعرف بأن الشاعر الذي يحتفى بالجمال والرقة والحب لا يمكن ان يكفر بالحب لأن الشعر في جوهره محبة وجمال وبحث عن عالم يضج بالإنسانية والحب بين البشر الذي تكون بدايته بالحب بين المحبين وديوان الشاعر محمد القذافي مسعود هو دعوة للحب والفرح والبهجة من خلال قصائده المتخمة والخصبة بالانطلاق والمحبة والبهجة والحبور.

نشر: انتلجنسيا

مقالات ذات علاقة

حفر السؤال بإبرة خياطة

المشرف العام

سيرة ذاتية جارحة .. نواح الريق

المشرف العام

العــدّاءة

حواء القمودي

اترك تعليق