حامد الصالحين الغيثي
في الذكرى الثانية والثلاثون
ليوم ميلادي
اخبرتني أمي ذات مرة
أن يوم ولادتي
كان الطقس جدًا باردًا
حدثتني أيضا كنت مختلفا
عن أي مولود آخر
كنت قد شابكت يداي بعضها بعضا
وأبكي حد الصراخ
كعبد يتلقى على ظهره
الجلدة تلو الآخرى
من أيدي سيده الساديًا في كل شيء
شريطة أن لا يصرخ العبد
وأن يحتمل لقاءًا لحريته
كان أيضا فك فمي السفلي
يرتجف كأن أريد
اقتلاعه من مكانه
أيعقل أنني
منذ ذلك اليوم
لازلت أرتجف حتى هذه اللحظة
كان يوم ميلادي
بداية الشهر الأخير لتلك السنة
واليوم الأخير من ذلك الأسبوع
لذلك صار كل شيء
مُذ تلك اللحظة يأتيني متأخرًا
وبسرعة تكون نهايته
حتى أصبحت لا أخشى النهايات
كل ما أخشاه
هو بداية كل جديد
لأنني أصبحت أعلم
متى سينتهي
النهاية الوحيدة التي أتمناها
لا علم لي بها
فهي بداية نهايتي
لأنها ستنهي من النهاية
كل بداية…!
نصف شمعة كافية
لإشعالها في هذه الليلة
فكل شيء لم يكن كاملا
فاليوم أيضا
هي الذكرى الثالثة لتعاستي
أفتقد فيه من قد كان
يوقد لي شموعه
على عدد كل تلك السنين
التي قد مضت…
يا إلهي لماذا كل هذا الصمت؟
لماذا كل شيء هنا موحشًا..؟
لماذا لم تكن هي النهاية منذ البداية
كم أنا حقًا أحمق
أشعلت نصف شمعة
حتى سادت الظلمة المكان متأخرًة
ألم يكن كافيًا
حقًا السُدس…!