كتابة
النقد

الوصف في القصة القصيرة

إبتسام صفر

للوصف صدی كبير في القصة القصيرة؛ فعن طريقه نحس بالشخصية ونتعرف على سماتها الخارجية والداخلية، ونكتشف دوافعها السلوكية كذلك يقود الوصف إلی التعرف علی المكان الذي قامت فيه الحوادث، سواء أكان المكان في الصحراء أم في المدينة أم في القرية، فالوصف يقوم بإعلامنا بما يجري في القصة، وما يدور فيها من حوادث، كما نتعرف علی الزمن الذي عاشه الكاتب من خلال وصف ملابس شخصياته وطريقة تحاورهم، ووصف الشوارع والأماكن العامة ومستواها الحضاري الذي وصلت إليه؛ حيث إن الوصف مادة خام يصنعها القاص، ويصوغها وفق رؤيته ويظهر إبداعه فيها، ومدی نظرته إلی الأمور، ويتوقف ذلك علی موهبته وثقافته، وتجاربه المحيطة بذلك الفن.

وللوصف أشكال متعددة منها الوصف الخارجي: يتركز علی ما هو ظاهري تشاهده العين سواء أكان وصفا للشارع أم للمنزل ام للشخصية فيقدم معالمها في القصة ويشعرنا بحقيقة الموصوف فنقترب منه ونتأثر به وكثيرا ما نشاهد مناظر مألوفة من البشر الطويل والقصير والنحيف والسمين ولكن القاص يضفي عليه الوصف فيحيل لنا الشخصية المعتادة إلی شخصية تسترعي الانتباه، وهذا العمل من سمات الإبداع الأدبي.

وهناك نوع أخر من الوصف وهو الوصف الداخلي: إن النفس الإنسانية عالم عجيب تحتوي العديد من الأسرار كما يلفها الكثير من الغموض.

وللوصف الداخلي وظائف كثيرة أهمها: الكشف عن الشخصية، وإظهار مشاعرها الحقيقة تجاه الأخرين ومدی تأثير تلك المشاعر علی أحداث القصة.

وهناك الوصف المزجي: وهو يجمع بين الوصف الظاهري والداخلي معا فهو يجمعهما ويفسر محيطهما، وهو متعلق بالنفس البشرية التي سرعان ما تنفعل أمام الأمور السعيدة أو الحزينة ويظهر عليها الانفعالات الظاهرية كحركة اليدين والوجه وغيرها.

وأخيرا هناك الوصف المكاني الذي يصف المكان والاحداث الذي تدور القصة حوله، وتتحرك الشخصيات حوله وكل ذلك يعطي المتعة الفنية للقارئ والناقد ..

مقالات ذات علاقة

سير الشخوص والأمكنة والمدن في كتب ليبية

خلود الفلاح

سطوة الحرف في شعر المهدي الحمروني

المشرف العام

رفع اللبس أو شبهة الضياع

المشرف العام

اترك تعليق