منْ أوّل الغيمِ حتَّى آخرِ المطرِ
نثرتُ حرفي وأهديتُ الخُطَى أثري
لا الحقدُ مرًّ على كأسي ولا اجْتَرَحَتْ
كفَّايَ ظُلْماً يَغشُّ الْحبرَ في خَبَري
في كُلِّ سُنْبُلَةٍ خَبَّأتُ أغنيةً
تُبَلِّغُ الرِّيحَ شوقَ الأرضِ لِلْمَطَرِ
مَاهَمَّنِي أَنَّ سَهْماً بَاتَ يَتْبَعُنِي
مَنْ يُمْسِكِ الْجَمْرَ لا يَخْشَى مِنَ الشَّرَرِ
يَاليلُ يانَفَقٌ قَدْ ظَلَّ يَعْبُرُ بِي
حتَّى تَجَاوزَ حَدَّ الْيَأْسِ والضَّجَرِ
أَطْلِقْ ظَلَامَكَ لي فِي النُّورِ مُعْجِزَةٌ
أَنِّي أَرَاهُ وإِنْ قَدْ خَانَنِي بَصَرِي
فِي مِفْرَقِ الشَّمْسِ لَوْلاَ أَنْ مَدَدْتُ يَدًا
مَا كَانَ لِلْضَّوْءِ أَنْ يَسْرِي إِلى الْقَمَرِ
ويابَقِيَّةَ هَذَا الْعُمْرِ بِي شَغَفٌ
لَمْ يَحْوِهِ كُلُّ مَا قَدْ مَرَّ مِنْ عُمُرِي
أَمْضِي إِلَى مَوْعِدٍ في الْغَيبِ يَحْمِلُنِي
شوقٌ عظيمٌ أَتَى قَلْبِي عَلَى قَدَرِ
ومانسيتُ على صَخْرٍ مَرَرْتُ بهِ
زادَ الطَّرِيقِ لِأقْفُو رَاجِعاً أَثَرِي
أَكَانَ غَيْرِيَ مَنْ أَسْعَى إِلَيهِ وَمَنْ
عَبَرْتُ مِنْ أَجْلْهِ بَوَابةَ السَّفَرِ
نأيتُ عَنِّي لِأَلْقَانِي هُنَاكَ عَلَى
نَجْمٍ تَوَسَدتُّهُ أَغْفُو عَلَى صُوَرِي
_________________________________
من ديوان ( بعض ماخبّأ الياسمين )