خالد سلطان
كان هناك واقفاً عند ناصية الشارع… كان يبيع شيئاً ما… إزدحام شديد حوله… إقتربت… كان كل من في المكان ينادي ويقول: أعطيني أنا الأول.
الناس قلقون لأن البضاعة قليلة جداً.
قال لهم: من يدفع أكثر يأخذ هو الأول.
حاولت أن أنظر ماذا يبيع… كان الزحام شديد.. وفجأة إنفض الزحام… اشترى أحدهم كل البضاعة المعروضة… أكثر الناس غاضبون لأنهم لم يتحصلوا على شئ… البائع يعد النقود… ملابسه مهترئة… وجهه شاحب… شعره منكوش… إقتربت… سألته:
ماذا كنت تبيع؟
ولماذا كل هذا الزحام؟
ولماذا أكثر الناس غادروا غاضبين؟
ولماذا سلعتك قليلة؟
بالله عليك ماذا كنت تبيع؟
قال: كنت أبيع الفرح.
قلت: تبيع ماذا؟
قال: ألم تسمع كنت أبيع ما لدي من فرح. ومن دفع أكثر اشتراه… دفع كل ماله واشترى كل الفرح مني… لم يبقي لغيره شيئاً.
قلت له: وماذا أبقيت لك أنت؟
قال: أنا أريد المال. لا حاجة لي بالفرح.
تعجبت واستغربت وصرخت بأعلى صوتي.
قال: ما بك؟
قلت: هناك من يدفع ماله كله لأجل أن يتحصل على قليل من الفرح… وهناك من يبيع فرحه كله مقابل قليل من المال.
قال لي: يا هذا بهذا المال أستطيع أن أشتري الخبز والثياب… بهذا المال أستطيع أن أجد مأوى…ماذا أصنع بالفرح وأنا جائع وأنا بدون ثياب… ماذا أصنع بالفرح وأنا صيفاً وشتاءً، وأنا ليلاً ونهاراً، بدون مأوى.
لم تمض سوى أيام قليلة… قابلته صدفة… كان يرتدي ملابس جديدة… ويستوقف المارة في الطريق… يتحدث معهم وكأنه يتسول شيئاً ما… اقتربت منه…استوقفني… قال لي:
هل تعطيني يوم فرح مقابل ما أملك من مال… يوم فرح فقط مقابل كل ما أملك من مال.