متابعات

بيت علي قانة يستضيف توتر في كازالانجس

الفنانة “تقوى برنوسة”

احتضن بيت علي قانة الثقافي بمدينة طرابلس محاضرة أدائية للفنانة والرسامة الحروفية “تقوى برنوسة” جاءت بعنوان (توتر في كازالانجس)، بحضور لفيف من المثقفين والمهتمين، وذلك مساء يوم الأحد 5 يناير الجاري حيث استعرضت الفنانة الشابة مجموعة من العروض الوثائقية والتسجيلية التي حاولت من خلال تسليط الأضواء على ما تداعيات الصراع السياسي في ليبيا وظلاله على تفاعل أفراد المجتمع عبر الجداريات التي وجد فيها الليبيين حيزا حرا للتعبير عما يجيش في عقولهم ووجدانهم من هواجس ومخاوف يواجهونها أحيانا بصياغات تهكمية ساخرة فأغلب تلك الكتابات الجدارية اختزلت مرارة الواقع ببلاغة متفردة لأشخاص عابرين سخّروا حروف اللغة للصراخ والاحتجاج بهدف أن يسمع العالم دوّي حُطامهم تحت وطأة رعب الصمت.

عناصر هُويّة الأمكنة
ثم تلاها قراءة نصية قدمت فيها الفنانة تقوى برنوسة سردية تنوعت أنساقها ما بين الذكريات الاجتماعية وحكايات الناس وأبعاد التاريخ، وعناصر هوُيّة الأمكنة داخل طرابلس كمدينة استقرت بها ملامح الحضارة، وقد صاحب ذلك استشراف لآفاق المستقبل ضمن مساحة جغرافية حددتها الفنانة تقوى بحي كازالانجس ذاك المُجمّع السكني القريب من منطقة الظهرة الذي شيّدته الحكومة الإيطالية إبّان حقبة إستعمارها لليبيا في ثلاثينات القرن العشرين بغية أن يكون مسكنا للموظفين الإيطاليين العاملين بإدارات الحكومة آنذاك، كما تبيّن الفنانة تقوى بأن كازالانجس يعد شاهدا على عدة تغيرات أيديولوجية.

كازالانجس شاهد على التاريخ
فيما أشارت الفنانة تقوى في سياق قراءتها السردية إلى أنها اختارت استبدال جُل المصطلحات التي تستدرج أيّة تعبيرات سياسية وكل ما يترتب عليها، وأضافت بأنها قامت بحذف مقاطع كاملة من النص، وتابعت مسترسلة : إن ذكريات وتصورات هذا النص بدءا من كازلانجس وسط العاصمة طرابلس هذا المجمع الذي اكتسب أهمية في الشؤون الطرابلسية بسبب بناء القصر النيومورسكي المعروف حاليا باسم (متحف ليبيا) عام 1924م إذ سكنه لأول مرة الحاكم الإيطالي “إيتالو بالبو” والحاشية الفاشية، ولفتت الفنانة تقوى بأن هذا الصرح كان بمثابة الذاكرة الجامعة لعدة محطات اجتماعية وعمرانية كشاهد حي على تقاطعات العديد من الأحداث وقصص لشخصيات لعبت دورا في تاريخ ليبيا المعاصر فمن سكن القصر عبر المراحل التاريخية كان يُحدد أيديولوجيات البلاد، وتعريف هويته وذاكرته في المقابل تطرقت كذلك الفنانة تقوى إلى ذكريات مختارة للأحياء المحاذية للقصر أو المتحف وما حوله التي تبدلت مسمياته تبعا للمزاج السياسي من قصر الخلد مرورا بقصر الشعب وصولا لتسميته الحالية (متحف ليبيا)، وكذلك استعادت الفنانة تقوى جملة من الذكريات التي بيّنت بأنها ساهمت في تكوين فهمها الاجتماعي والسياسي لطرابلس بيد أنها تمتعض حسب وصفها سيما حينما تحاول تفكيك التوتر الذي يحيط بمنطقة مؤسساتية مثل كازالانجس فجدها المنحدر من بلدة جادو بجبل نفوسة اختارها مستقرا له ممثلا للأمازيغ بالدولة الليبية بعد استقلالها عام 1951م.

مقالات ذات علاقة

أسامة الرياني و ليلة مكللة بالشعر تضاف لأمسيات السعداوي

المشرف العام

مجمع اللغة العربية يستضيف أندلسيات الشعر الليبي

مهنّد سليمان

المَرج تَستضيف أُمسية شعريّة لمنتدى وادي الشّاطئ الثّقافي من مَدينة براك

المشرف العام

اترك تعليق