متابعات

إثنو ليبيا يدعو لطرح التاريخ برؤى جديدة

حدث إثنو ليبيا في بيت اسكندر للفنون والثقافة

من داخل مجاهل التاريخ ومساربه المتعددة ذاك العمق الجوهري لليبيا ينطلق تحدي الفن والكلمة، ولعل هذه الثنائية تزامنت مع اكتشاف الإنسان لقدراته على التعبير فالفن سبق الكلمة على جدران الكهوف والكلمة حافظت على نضارة الفن وأرّخت لألوانه، هذا ما يجمعه المعرض الفني الجامع حدث (إثنو ليبيا) يؤثثه بالحرف واللون كل من الكاتب “محمد عبد الله الترهوني“، والشاعر “حمزة الفلاح“، والفنانة التشكيلية “شفاء سالم” فبعد إقامته بجامعة برنيتشي بمدينة بنغازي يستضيفه بيت اسكندر للفنون والثقافة بالمدينة القديمة طرابلس وسط حضور لافت للفنانين والأدباء والمهتمين، وذلك مساء يوم الثلاثاء 7 يناير ويمتد الحدث حتى 13 من الشهر الجاري.

الألوان في استعادة التاريخ
ازدانت أروقة بيت اسكندر بلوحات التشكيلية شفاء سالم ذات الحجم الكبيرالتي تغوص بعيدا في تاريخ ليبيا المجهول والمنسي بالإضافة لعملين نحتيين، التاريخ الذي تُعيد لوحات شفاء قراءته والانتصار لفكرة الوطن بألوانه وشخوصه المنتقاة من رحم ذاكرة تحولات الماضي التليد، ولعل شفاء من القلائل إن لم تكن التشكيلية الأولى في ليبيا على الأقل الحاملة لأصداء تاريخ أُريِدَ له بسبب غياب التوثيق الكتابي أن يُنسى ويُمحى فحتى بعد اكتشاف الكتابة ظل التاريخ الليبي القديم في زواية معتمة لا أحد يقترب منها، وقد يكون لوجود الكاتبين محمد الترهوني وحمزة الفلاح رافد يدفع بالتأكيد على الفن التشكيلي أو الفن الصخري هو أو من جذّر لفعل الكتابة والتعبير عن خلجات الذات الإنسانية، وذلك بإصداريهما: (موت الآنسة ألكسندرين تين في ليبيا) وهي رواية ترصد مغامرات رحلة شخصية الآنسة ألكسندرين تين حيث تتشابك الأسطورة بالواقعية ، وكتاب (مدارات الثعابين الليبية: حوار مع بناة العالم) الذي يقدم التاريخ التاريخ بصوغ نثري وأسلوب أدبي لحيوات القبائل الليبية القديمة وفق رؤى جديدة للتاريخ الليبي وهما عن إصدارات منشورات دار الفرجاني للنشر والتوزيع.

طالع هنا :حوار الطيوب مع التشكيلية شفاء سالم

سردية مختلفة للتاريخ
سردية أخاذة لا تخلو من السحر تفتح باب التاريخ للمتلقي على مصراعيه بفرشاة شفاء، وفلسفة الترهوني، ورؤية حمزة فالتاريخ مجال عسير موغل في الوعورة، والباحث المُنقِّب في أسراره وصراعاته كأنما يكون إزاء جثة هامدة يتطلع لبث الروح في خلاياها فالمهمة على النحو تكاد تكون مستحيلة بيد أن من الشغف واكتساب شروط المعرفة يجعلان المستحيل ضمن حدود الممكنات فحين تنقل اللوحة التشكيلية واقع الحال للأسلاف الليبيين من أنماط حيواتهم ومعاشهم اليومي وشخوصهم إنما تصوغه في قالب شاعري يستسيغه الوعي وتُدركه الأفهام بيُسر، والمتتبع لتجربة الثلاثي الإبداعي، الترهوني، وشفاء، وحمزة سيكتشف بأن مشروعهم المشترك قد تجاوز نداء الحنين للتاريخ أو حتى التباهي به بل سيقف المتلقي المتأمل أمام مشروع يحاول استنطاق ما حدث لفهم أوضح لما يحدث اليوم فربما الإنسان لن يكون بمقدوره بناء المستقبل دون معرفة التاريخ وفهمه فهما يستقيم مع معايير المعرفة النقدية.

مقالات ذات علاقة

انطلاق فعاليات الذكرى الخمسين لاستعادة الديمقراطية

عبدالسلام الزغيبي

قناة الجزيرة تعرض تقريرا حول المكتبة المتنقلة التي تستعد لإطلاقها وزارة الثقافة

المشرف العام

فعاليات الدورة الرابعة لمؤتمر العلامة القطعاني

المشرف العام

اترك تعليق