أكتب لك وأنا في قمة الانشراح ووافر الاستغراب..لأنها المرة الأولى التي أكتب فيها لأحد ..ولستَ كأي أحد.. أكتب.. وكل شيء من جسدي يصغي لحروفي..وكل نبضة ترقص على لحن القول..وكل رعشة في أصابعي تزرع لك وردة في مكان علامات الوقوف..وقد فاضت دواخلي بالحب والإطمئنان..وارتكن قلبي إلى سكينة كان يراها حلم بعيد. كنجم في السماء..لعلك تسمع وجيبه..وترى كيف يعلو نهدي وينخفض..أراني جالسة بين يديك..كناسك متعبد يحمله زمام لسانه إلى الوجد..أراك مبتسماً..في وجهك شمسي التي لا أرغب في مغيبها..يغمرني شذاك..كربيع دائم الزرقة..وأنا المخضبة به إلى أخمصي..وكأن الطبيعة تنبعث منك، و للكون وجه آخر كله حيوية ورخاء.. وكأن رئتي تتنفس بشهيق وزفير جميع مخلوقاته..ونفسي عامرة بالمرح..وروحي طائر اسطوري ابيض..
أكتب لك ولا أملك ملاكات الشعر..وما حلمت يوما أن أكون شاعرة..ولكن شيئًا فيك يستدرج طلاوة المعاني..ويستدرك عذوبة الألحان..أنت جميل يا حبيبي إلى درجة الارباك..كلوحة لدالي..وكمعزوفة رائقة في مسلسل عربي نسيت اسم مؤلفها.. وظلت في أذني من شدة نقاوتها..قارنتك بكل الأشياء الجميلة فما وجدت لك مثيلا..قارنتك بكل من أحببتهم فلم أجد لك بديلا..فأنت إنسان غريب..وكأني أرى الله وقد اصابته شهقة الدهشة حين بعث فيك روحه..لا أدري يا صديقي الطيب..ربما تأخر كل هذا الآن..وعلي أن أكون في مكان آخر..أنت لا تؤمن بوجوده ولكنه واقع مرير.. وفرض ساحق..لكنك ملتصق بروحي أينما اذهب..أنت بجواري كما كنت البارحة هنا تسأل عن صحتي..بالمناسبة هي الآن في أحسن أحوالها..وفي قمة الاستقرار..أنت بجانبي الآن تقرأني كما تقرأ قصيدة لنزار وتحفظها عن ظهر قلب..أخال أنك هنا..تمرر أصابعك الطرية على كفي..ترسم ..فراشة ووجه امرأة..علك تقرأ الآن يا عزيزي..وأنا هناك يكتب لي مصير صياد، أهدى لزوجته رأس السمكة ونسي ذيلها يرقص في البحر..!
