محكمة..
هذا ماقاله المُحضر بصوت عالٍ رد صداه في القاعة، وقفنا جميعا لدخول القضاة، رُسمت علي قسمات وجهي الانتصار، أراه اليوم متهم وراء القضبان، كنت أرتعش وينتابني شعور غريب ولكن عند مناداة القاضي لى أيقنت أنه واقع.
– مني عبدالسلام؟
– حاضرة سيادة القاضي.
القاضي:
– المنصة لكِ.
– حاربت العالم من أجله أوهمني بحبه، وأنه ضابط شريف يحمي الوطن، إلى أن جاء اليوم الذي شككت به تتبعت تحركاته، كنت أظن أنها خيانة زوج ولكن صعقت بأنها خيانة مهنة وشرف ووطن، كان يتحدث مع شريكه تاجر الممنوعات ليخبره بموعد دخول الشحنة للمدينة وإنها أكبر صفقة تحتوي علي مخدرات وأسلحة، شعرت بغثيان ودوران الأرض من تحتي، قدماي لم تعد تحملني، ركضت نحو غرفتي وأنا أرتعب خوفا ً ولكن تماسكت وقررت أن أرمي به أمام العدالة لينال العقاب كنت أحمل في أحشائي قطعة منه، ولكن لم يزدني الأمر إلا إصراراً وبدأت أدون كل دليل إدانة ضده إلي أن جاء يوم دخول البضاعة كنت مع أفراد الامن وعلي تواصل مباشر بهم، ليتم القبض عليه ولكنه كان أخبث من أن يقع فقد إكتشف أمري عند إتصال بالضابط المسوؤل تجمد الدم في عروقي تعلثمت الكلمات ونعتني بالخائنة أوقع بي من أعلي الدرج ليتخلص مني لم أستطع الحراك ولا الكلام. دفن كل شي في مقبرة جوفي غبت عن الوعي وأعتقدو أنني فارقت الحياة كنت غارقة بالدماء ألقي بي رجاله علي ناصية الطريق هذا ماقاله الشهود لاحقاً فقدت الجنين كما جعل الأمهات يفقدنا أكبادهن من سمومه، قررت أن لا أترك هذا الوغد بلا عقاب كانت لدي كل الدلائل لى إدانته نحتاج القبض عليه بالجرم المشهود فقط.
تواصلت مع إحدي الخادمات في منزله لتضع لنا جهاز تنصت وعلمنا موعد الشحنة وتم القبض عليهم.
أنا اليوم سيادة القاضي أطلب القصاص من الجاني لأمهات تفحمت أكبادها وجيل من الشباب ضاع مستقبله وأم أزهق روح جنينها.
مني عبدالسلام.. تقف اليوم شاهدة في القضية ومحامية إدعاء تطلب القصاص من زوجها الجاني أريد القصاص سيدي القاضي أشد عقاب.
دق القاضي بمطرقته ونطق بالحكم.
– حكمت المحكمة علي المتهم… بالإعدام رميا بالرصاص.
– رفعت الجلسة.
المنشور السابق
المنشور التالي
صفاء يونس
صفاء يونس عامر.
من مواليد مديمة طرابلس 1995.
تكتب القصص القصيرة والنفحات الارتجالية والخواطر.
نشرت عدة نصوص في المواقع الالكترونية وصحيفة الديوان.
المؤهل بكالوريس تخطيط مالي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وتعمل رئيس قسم التسويق شركة HTGroup.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك