عن حساب الأستاذ أحمد دعوب على الفيسبوك
أحمد دعوب
يقول الفنان عبداللطيف حويل كما جاء في كتاب (عبداللطيف حويل عميد الطرب) للناقد الاستاذ أحمد عزيز:
تعرفت على الفنان حسن عريبي في احد البيوت بفندق العدلوني كنت يومها في زيارة لصديق لي من اصحاب ذلك البيت هو يوسف امبارك وشهرته (السباقيتي) وجدت وقتها الشاب حسن عريبي شابا صغيرا يرتدي جرد وعلى راسه معرقة بيضاء اللون يجلس على مصطبة خشبية في عمق البيت ويعزف على الة العود وعزفه يدل على انه لازال يشق طريقه في مجال العزف. سألت يوسف عنه فأخبرني بأنه موهوب جديد جاء لهذا البيت شأنه شأن محبي وهواة الفن.
تعرفت عليه واحسست بحبه الكبير للفن وقد كنت وقتها مطرب وعندما علم من يوسف انني اتواجد بأحد بيوت فندق سيالة القريب جدا جاءني واصبح يتردد علينا.
ويقول حويل كنا وقتها نحيي حفلات لصالح الثورة الجزائرية. وفي أحد الأيام اسمعني اغنية من الحانه عنوانها (انتم المثل) تتحدث عن الثورة الجزائرية والأغنية من النوع الخفيف الممزوج بالجو الشعبي. اعجبني العمل ووجدتها فرصة لتشجيعه ليضع قدمه في بداية سلم عالم الفن.
قلت له سأغني هذا العمل في الحفل القادم ضمن سلسلة الحفلات الغنائية الداعمة للثورة الجزائرية والمساندة للشعب الجزائري. وطلبت منه ان يحضر في اليوم التالي الى مقر الإذاعة الليبية بشارع الزاوية كي أعرفه بالفنان كاظم نديم بصفته رئيس قسم الموسيقى. وبالفعل جاء الى الأذاعة وادخلته الى مكتب الفنان كاظم نديم.
سألني كاظم بطريقة هامسة من هذا؟ قلت موهوب جديد لديه محاولات في التلحين وسأغني له لحنأ في الحفل القادم الذي سنحييه نصرة للثورة في الجزائر. احسست باعتراض الفنان كاظم نديم وقال لي مقاطعأ لا تستعجل فلابد من اختباره والعمل على صقل موهبته قبل ان تغني له.
غادرنا الاذاعة انا وحسن عريبي الإذاعة وكلأ مشى في طريقه. في موعد الحفل الذي اقيم في مسرح سينما الحمراء لم ادخل الكواليس بل جلست مع الجمهور في الصالة واجلست في جانبي حسن عريبي وكان جلوسنا في منتصف الصف الثالث.
في منتصف الصف الاول جلس كل من الشيخ محمود صبحي وكان وقتها رئيسا للجنة المساندة والداعمة للشعب الجزائري والاستاذ فؤاد الكعبازي وكان وقتها يشغل منصب وزير الأنباء والإرشاد وكان يجلس بالقرب مني شقيقا المخرج الأمين ناصف.
فتحت الستارة وظهر على الركح الفنان كاظم نديم ومن ورائه الفرقة الموسيقية القى كلمة قصيرة حيا فيها الجمهور
وحيا نضال الشعب الجزائري ثم غنى نشيدأ من اناشيده المعروفة وبعد عدد من الفقرات اضيئت الصالة فالتفت مصادفة الأستاذ فؤاد الكعبازي للخلف فوجدني جالسأ ضمن جمهور الصالة استغرب من ذلك واستدعاني بإشارة من يده ذهبت إليه إحتراما فأنا أعرفه حق المعرفة بمثل ما يعرفني وهو شخصية غنية عن التعريف إلى جانب كونه مسئولأ فهو فنان وباحث واديب.
قالي لي مباشرة مكانك يا عبداللطيف على المسرح مش في الصالة.
قلت له : كنت سأغني عملأ لموهبة جديدة عن الثورة الجزائرية ولكن الفنان كاظم نديم كان له رأي اخر لذلك جلست في الصالة كمتابع للحفل.
يبدو ان شقيقا المخرج الأمين ناصف استمعا إلى كلامي فانطلقا يهتفان بأعلى صوتهما: حويل .. حويل. وكذلك الجمهور فلم اجد بد من الصعود عالمسرح ماسكا بيد الموهوب حسن عريبي قوبلنا بموجة من التصفيق.
الفرقة لا تعرف العمل ولم تسمعه من قبل. أحضر كرسي للموهوب حسن عريبي وجلس ومعه عوده فعزف وغنيت العمل وتجاوب معنا جمهور الصالة وصفقوا لنا.
المفارقة العجيبة أن رئيس قسم الموسيقى الفنان كاظم نديم منعني من تسجيل أي عمل غنائي جديد ولمدة شهر عقابأ لي على عدم الإمتثال لأوامره.
المهم في الأمر ان الموهوب حسن عريبي تحول إلى ملحن قدير إحتل إسمه مكانا مرموقا ضمن قائمة اشهر وابرز الملحنين الليبين قدم للأغنية الليبية اعمالأ رائعة لازال يتردد صداها حتى يومنا هذا.
وأختتم الفنان عبداللطيف حويل روايته بقوله حدسي قد صدق وأن مغامرتي قد أتت أكلها.
هذه هي بيوت الفنادق القديمة ودكاكين مدينة طرابلس ودورها هام والفعال في اكتشاف المواهب واحياء تراث وفنون مدينة طرابلس العريقة. رحم الله الفنان كاظم نديم والفنان حسن عريبي. وربي يمتع الفنان عبداللطيف حويل بدوام الصحة والعافية