من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي
شعر

طلب لآلهة المطر والريح..!!

 ؟

توقف ايها المطر

لأنني أريد أن أعتلي متاهتي هذا المساء

علـّي أرى علامة تدلني على مسالك الوصول

علـّي أرى منارة

تدلني على ذاتي

التي فقدتها ذات مساء ممطر

في مدينة من مدن الضباع والبشر

 

* * *

 

توقف أيها المطر

علـّي أرى شيئا يدلني

على أشعة الصباح

وما هو البعيد عن متناولي

وما هو المتاح

بعد أن غلـّقت الأبواب في وجهي..

وصدئت الأقفال.. ثم

غدر بي المفتاح

 

* * *

 

كنت ومعي ذاتي ومعها غيرها

في مدينة من مدن الشتاء ذات ليلة

والعاصفة

ترفض أن تحترم قواعد المساء

فأجبرتنا ـ كلنا ـ على الدخول في ذواتنا

لنجرع الأوزو مع الدوار

ونرقب شاطئ المدينة

تجلده الأمواج

وشجر سالونيك يحني رأسه

راكعا في معبد الرياح

التي تخلط الأوراق بالكلاب والكناسة

وتذكرة السفر

إنتهى مفعولها

ولم يعد أمامنا سوى المشي على الأقدام

أو الزحف على أهدابنا

نحو موانئ اليأس

أو شواطئ المحال

كنت في حاجة ـ بالفعل ـ إلى القليل من النعاس

إلى جرعة أحلام.. بلا ألوان

أو بضع قطرات من الخيال

من بعد ما عانيته من الأوزو المخلوط بالتعاسة

فدعني مع متاهتي

يا أيها المطر

 

* * *

 

دعني مع حزني الذي أعشقه

ولا أطيق أن أغادره

أو أن أعيش دونه

“دعني أبادره بما ملكت يدي”

فبطاقة السفر

فقدت صلاحيتها

ولم يعد أمامنا سوى المشي على أهدابنا

للعودة نحو منبع الضجر

فتوقف لحظة يا أيها المطر..!!

 

* * *

 

علب الكرتون.. تعدو مسرعة

مبللة.. كالليل

في منتصف الطريق

القطط اختفت

والبشر

ـ كعلب الكرتون ـ

يركضون

ليحتموا بالريح.. من خريف العمر

والهمّ والكدر..

ومن التفاهة المعلقة

فوق رؤوسهم

مثل سيف داموقليس

كالقدر

فتوقت لحظة.. إذا سمحت

ـ كيما أجفف مقلتيّ

أرتب الفواصل والنقاط

والفصول والفقرات والهوامش

السامطة البليدة

في كتاب عقلي ـ

توقف.. ربع لحظة فقط

يا أيها المطر

 

 

سالونيك شتاء 2011

 

مقالات ذات علاقة

الآن

عائشة المغربي

عن الشيء الذي يهمّني

سعيد المحروق

أنثى الليالي الخضر

الفيتوري الصادق

اترك تعليق