من أعمال التشكيلي الليبي القدافي الفاخري
شعر

ابن عبّاس، 51 تفّاحة على الشجرة

Elgeddafi_Alfakhri_04

1

فتى في الثالثة عشر من عمره:

حين يشتدّ به الأمرُ يحرّكُ شفتيه.

 

فتى لم يبلغ الحلم بعد:

جرّ بطرف لسانه أمّةً إلى آخر الأرض والسماء.

 

فتى في الثالثة عشر من عمره:

يروي ما رأى وما سمع.

 

فتى في الثالثة عشر من عمره:

خياله أجود من الريح المرسلة.

 

2

فتىً اصبعه نارٌ، ولسانه كتابٌ.

فتىً لا يعرف من أمور النساء شيئاً

وقال: النار أولى بهن.

 

3

فتىً قال:

نهيتم بكسر جراركم.

نهيتم ألاّ تخلطوا ماءً بتمرٍ أو زبيب.

 

4

عرفتُ أنها النخلة، لكني استحييت.*

إيّاك من شجر يسقط ورقه.

إيّاك من لسانٍ مربوط.

إيّاك من قلبٍ لا يرى.

إيّاك من وقتٍ لا يتقلّب.

5

هذه فرجةٌ،

لا تصلح لخيطِ ضريرٍ!

بابها من طين

ترابها رطبٌ بماء الغُسل.

 

6

مازالت الشهقات معلّقة على سعف النخل.

 

7

ما دلّه عليه إلا أثر حوت في البحر.

ما الذي سيدلُّ عليّ؟!!

أمّي لم تضع في صرتها حجراً ولا ثريداً.

 

8

قال الفتى: لا أدري إن كنتُ قد مددتُ ردائي

ولا أدري إن غرف بيديه مرّة أو مرّتين!

أنا أدرى به وبما غرف قال الخليفة.

 

9

شيخٌ يصلي في كلّ وقتٍ وأنا على يساره أو يمينه.

 

10

الصلاة أمامَكَ*. ثم نزل فبال.

11

كنتُ أترك الماءَ في الخلاء.

 

12

لا يدري أحدكم أين باتت يده*.

 

13

لا تسلّم على من إزار عليه.

14

سيصعد الصراخُ كِسرة الجريد ويرتخي العذابُ في تراب القبر.

 

15

ما حاجتك إلى حائطٍ أو جدار؟!
رأيته بين رجلين تخطّ رجلاه الأرض*.

 

16

الإزاراتُ مرفوعةٌ فلا ترفعنّ رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوساً.

 

17

كنتُ أخرجُ معه إذا خرج، وأبقى معه إذا بقى.

أنام على يمينه أو على شماله.

وأفرح حين يضع يده على رأسي.

 

18

ويسجدون إذا سجد.

 

19

أهل كتاب وأهل وثن.

ادخل من بابهم.

اخرج من بابهم.

أهل كتاب وأهل وثن

يغنّون أغنية واحدة.

 

20

العطاء يبدأ من خمس.

الوقت يبدأ من خمس.

 

 

 

21

لك أن تأتي راكباً على بقرتك أو ناقتك

أو أن تطأك بأخفافها،

حولك أناسٌ جفّ ضرعهم وخرست منهم الألسنة.

لا تأت مولاك ببقرةٍ لها خوار.

 

22

كنتُ أمسح عنّي الرحضاء وأقابل عين الشمس*.

آكلة الخضراء أنا!

 

23

لا خيار لك يا عبدُ

ولاؤك لمن ملكك وولاؤك لمن اعتقك*.

 

24

هذا عنبرٌ قد دسره البحر*

عنبرٌ بلّله الماء يرقد الآن على الشطّ!

 

25

مبارك أنت يا وادي

شققت طريقك ليسيل ماؤك.

على ضفتيك وقفت سكينة ترنو لنخل في آخر البستان.

ضحكت حين تذكرت أنها تتأوه من متعة وتصهل.

 

26

لا سقاية اليوم.

يجعلون أيديهم في الماء*.

مِلْ كي نقضي حاجتنا.

 

27

كم بيدك من حصى الوادي يا فتى؟!

ارمها واحدة واحدة

امسح من على قلبك العتمة.

28

أيّ بأسٍ على ميتٍ من غطاء راسه.

قيل يبعتُ يُهِلُّ*.

 

29

طأطأ الثوب بيده

ثم قال لفتاه: صبّ الماء على رأسي ولا تراع!

 

30

عليك أن تغطيّ حالك على كلّ حال.

 

31

كنتُ أحلم بأعوادٍ أجلس عليها أعلّم الناس.

 

32

بكت النخلة، فضمّها إليه حتى سكنت.

 

33

قال الفتى: الكتاب كلّه على ياء*.

 

34

قال الفتى: كاتبكم قد نعس*.

 

35

في شيخوختي لم تعد عيناي تعرفان الوقت.

أُرسلُ رجلاً يخبرني

مجيء الفجر وغروب الشمس*.

هي حصاتي أدفع بها إلى البحر

يأخذ من أنينها ما يأخذ

وأنام على وسادة فارغة من الحكايا.

 

36

لقد أذكرني ما اسقطتُّ من آيات*.

 

37

ماذا نفعل إذن؟!

أهل كتاب لا تصدقوهم ولا تكذبوهم*.

 

38

كانوا يحرّقون أقواماً لأنهم لم يتبعوهم*.

لو كنتُ أنا لقتلتهم بشيء ليس فيه من النار شيء.

 

39

قال لي صاحبي: وضعت سيفي في بطنه ثم تحاملت عليه حتى قرع العظم وأتيتُ سلّماً لهم*.

هكذا قتل رجلاً لم يعرفه.

 

40

كان يوم خميس حين أوصى بثلاث.

ذكرت اثنتين ونسيت الثالثة*.

كان يوم خميس حين أوصى ثلاث!

 

41

ابن صيّاد، قالوا هو وليس هو.

ابن صيّاد أنا، وصافٍ قميصه.

ليت أمّه لم توقظه، كان بيّن قال الرسول*!

يأتيني صادق وكاذب.

لم أبلغ الحلم، وهم يقسمون أني هو

كنتُ سأختار معك أيّ شجرة تصلح لنعلّق عليها نفسينا.

غير أنّك مضيت إلى أبعد من حمّى عابرة أو قيظ قيلولة ساخنة.

 

42

لا رجوع بعد سجود.

 

43

الصلاة رداء الخائف.

 

44

حيٌّ أنت إن جاءتك الريح من مشرق الأرض

وميت أنت إن جاءتك الريح من مغرب.

 

45

الخائف ذلك النهار أكثر من الواقفين خارج البيت!

كانت صغيرة كرّمانة حين غطست الشمس في المدى الكئيب.

كانت أقدامهم الخشنة تحفر في الأرض حُفراً رآها الذين مرّوا وبطونهم خاوية.

كان صليل السيوف يسمع من بعيد وهي ما زالت في أغمادها.

كانت الأرض تدور على ألف قلب وكان البحر خيط دخان في البيداء المقفرة.

 

46

الآن حلّوا أوكية القرب لقد حان العهد.

 

47

لقد اختلط ريقه بريقي *

وسقط السواك المبتلّ حين سقطت اليد*

 

48

حدّثني من فيه إلى فيّ*

 

49

كنتُ أعلم أنّ وراء كلّ حائط رجل يوحى إليه.

“هكذا لا ينقطع اللحن ولا تتعب الراقصات.” قال وعيناه نصف مغمضتين.

 

50

الحجارة لم تنقطع عن الصلاة.

هل ترى ذلك الوادي؟

كان شريداً، آواه ذلك الجبل!

51

هل ترى ذلك الكثيب؟

كان حبّة رمل حين وُضع الكرسيّ على الماء!

هل ترى ذلك الفتى؟

كان رديف حبيبته ذات ليلة كالحة!

هل ترى ذلك النسيم؟

كان بحّة مجروحة في فم الأغنية!

هل ترى ذلك الطائر؟

كان وشماً بارزاً في نهد الأرض!

هل ترى يدي هذه؟

كانت تفاحةً في تلك الشجرة!

 

 

مقالات ذات علاقة

في عيني وطني

المشرف العام

بحر

عمر عبدالدائم

كما يرحل الغزاة

سراج الدين الورفلي

اترك تعليق