في خضم المعارك وتحت أزيز الطائرات، تكوَّن في ليبيا أول منتخب وطني للعبة الرغبي، وهو الأمر الذي ألهم الشاب الليبي راشد قدورة لإنتاج فيلم وثائقي عن هذه اللعبة في بلاده.
وعلى مدى أشهر، تمكن راشد من تجاوز الكثير من الصعاب ليخرج إلى النور فيلمه الذي يحمل عنوان «A Rugby Story» (قصة الرغبي)، تنقل فيها ما بين ليبيا وتونس ومصر وإيطاليا، بتمويل ذاتي، إضافة لجمع بعض التبرعات عبر الإنترنت.
واستغرق تصوير الفيلم قرابة العام، وهو من إنتاج وتصوير وإخراج قدورة، ويتناول قصة مجموعة من لاعبي الرغبي في بنغازي يكافحون من أجل استمرارية اللعبة التي يحبونها رغم الحرب والصراعات والقتال.
يقول إبراهيم قدورة، والد راشد عبر صفحته في «فيسبوك»: «أبدى لي ابني راشد في بداية العام 2016م أنه ينوي القيام بتصوير وإنتاج وإخراج فلم وثائقي يتعلق بلعبة الرغبي (Rugby) في ليبيا، رددت مندهشًا: أنا أعرف أنك كنت قد قضيت وقتًا في تأسيس وتدريب فريق الرغبي لنادي الهلال في بنغازي، ولكنني لا أعلم أن لديك أي خبرة في مجال السينما وإنتاج الأفلام. قال: هذا صحيح. قلت: ولا أعلم أن لديك آلات تصوير أو خبرة في استعمالها ناهيك عن التكاليف التي يحتاجها هذا العمل. أجابني بإصراره المعتاد بأنه سيشتري آلات التصوير بما ادخره من عمله كمهندس لمدة زادت على العام، وسيتعلم ما يحتاجه من ما هو متوافر على النت، وسيدبر الأمر والله المستعان، لم أُخفِ قلقي ولم اقتنع بالإجابات التي تلقيتها، ولكن كنت ألمح الإصرار وأتحسس بهج الإرادة لدى راشد».
ويظهر في «قصة الرغبي» العديد من اللاعبين، غير أن الشخصيات الرئيسية الأربعة هم: أحمد، قائد الفريق ومدرب أكاديمية الرغبي، وغيث، حارس أمن سابق بالقنصلية الأميركية خلال هجوم سبتمبر 2012، وياسر (16 عامًا) لاعب الأكاديمية والفريق الوطني، ومالك (15 عامًا)، وفق صفحة العمل في «فيسبوك».
ولا يغفل الفيلم الجوانب الإنسانية لأبطاله، فهو يمزج ما بين واقعهم الدرامي للغاية وحكاياتهم المليئة بالتفاصيل، مع سعيهم لمواصلة اللعب وممارسة الرياضة التي جمعتهم، رغم الحرب والقتال.
وفاز الفيلم بالميدالية الذهبية في مهرجان (Queen Palm International Film Festival, California)، كما اُختير للمشاركة في مهرجان هوليوود «Dances With Films Festival» في 20 يونيو 2019.
المنشور السابق
المنشور التالي
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك