امنحِينِي مكاناً في قلبِكِ ..
ولو ..
بحجمِ جسدي النَّحيلِ
المدينة أقفلت أبوابها في وجهي ..
لفظتنِي خارِجَ أسوارِها ..
ملامحي لا تليق ببشرتها النَّاعمةِ
فأنا رجلٌ مِن خارجِ الوقتِ
صعلوكٌ ..
همجِيٌّ .. أتناول كلَّ صباحٍ لحماً نيئاً ..
وفمي يقطِرُ بدمِ رِفاقِي ..
وفي المساء ..
ألتهمُ نهديَّ حبيبتي .. وأنام !! ..
بدويٌّ يا سيدتي ..
قادم مِن ساحاتٍ حجريّةٍ ..
أحملُ عباءتِي فوق ظهري ..
أردِّدُ أغانٍي الرُّعاةِ .. والرُّعاعِ ..
جئتُ ..
لأدُكَّ أسوارَ المدينةِ الحضريّةِ !! ..
تقول المدينةُ ..
الغُزاةُ قادمون ..
كي يحرقوا الحدائقَ والبساتين ..
ويرجموا الأطفالَ بالصواريخِ ..
حين أسمعهم يتحدثون ..
أنظرُ خلفي ..
أتحسَّسُ مؤخرتي ..
أبحثُ عنْ ذيلي ..
لا أحد ..
لا أحدَ يخرِجُ عن طوعِ المدينة ..
فكيف ستغفرين جرأتي على عينيك ..
وكيف سأليق بسموكِ ..
وبعدي ألعق أحذية السفلة ..
بدويٌّ يا سيدتي ..
علمتني أمِّي كيف أعشق الوطنَ ..
أطعمتني حباتٍ مِن ترابه ..
قالتْ لي ..
لا تركع ..
لا تتلوّن ..
فالشمسُ دائما تشرق من الشرق يا ولدي ..
فكيف ستركبين ظهري !! ..
وأنا بكلِّ هذا الشموخ ؟؟؟؟؟
المنشور السابق
المنشور التالي
فوزي الشلوي
فوزي الشلوي
مواليد قرية الأبرق.. من قرى الجبل الأخضر.
حاصل على بكالوريوس في التخطيط والإدارة.. يعمل بوزارة التعليم.
صدر له ديوان: تليقين بوفوضى محرابي.
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك