[9] راقد ريح..
وتعني عند الليبيين: “فقير، مسكين، ضعيف، لا حظ له، لا حول ولا قوة له”.
وهو استعمالٌ له أصل في الفصحى، وقد ورد التعبير عن القوة بالريح في قوله تعالى: (…وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ …) [الأنفال: 46].
– “{وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} قَالَ مُجَاهِدٌ: نُصْرَتُكُمْ. وَقَالَ السُّدِّيُّ: جَرَاءَتُكُمْ وَجَدُّكُمْ. وَقَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: حِدَّتُكُمْ. وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: قَوَّتُكُمْ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: دَوْلَتُكُمْ. وَالرِّيحُ هَا هُنَا كِنَايَةٌ عَنْ نَفَاذِ الْأَمْرِ وَجَرَيَانِهِ عَلَى الْمُرَادِ، تَقُولُ الْعَرَبُ: هَبَّتْ رِيحُ فُلَانٍ إِذَا أَقْبَلَ أَمْرُهُ عَلَى مَا يُرِيدُ.” [تفسير البغوي].
– “(وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) أَيْ قُوَّتُكُمْ وَنَصْرُكُمْ، كَمَا تَقُولُ: الرِّيحُ لِفُلَانٍ، إِذَا كَانَ غَالِبًا فِي الْأَمْرِ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُكَ فَاغْتَنِمْهَا … فَإِنَّ لِكُلِّ خَافِقَةٍ سكون” [تفسير القرطبي].
– “وَالرِّيحُ: الْقُوَّةُ وَالنَّصْرُ” [فتح القدير للشوكاني].
– “{وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} أَيْ قُوَّتُكُمْ وَحِدَّتُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْإِقْبَالِ” [مختصر تفسير ابن كثير]
والريح هي أهم مصدر للطاقة في الماضي، فبها تسير السفن، وبها تُدار الطواحين والنواعير، وبها يُذَرَّى الحَبُّ، وتُسمى هذه الريح عند الليبيين: “ريح العون”.
وفي المأثور الشعبي:
اليا قابلك عون ذرّي .. ما في المواناه خيره
وان ما قابلك عون خلِّي .. تبنه مغطي شعيره
ولا تزال الريح إلى يومنا هذا من أنظف وأفضل وأرخص مصادر الطاقة.
وكلمة “راقد ريح” مستخدمة في جميع مدن وقرى ليبيا، وتُجمع على: “رقَّاد ارياح”، والمصدر: “رقادة ريح”.