المخرج فرج بوفاخرة.
حوارات

فرج بوفاخرة لـ«الوسط»: أشكر كل من ساهم في عودة المؤسسة العامة للسينما والمسرح

بوابة الوسط

الفنان فرج بوفاخرة، فنان قدير بدأ حياته الفنية مع نهاية الستينات من القرن الماضي، يتحدث معنا في «الوسط» عن التحديات التي تواجهه في إدارته المؤسسة العامة للسينما والمسرح ومشروعاته المقبلة.

المخرج فرج بوفاخرة.
المخرج فرج بوفاخرة.

● حدثنا عن المؤسسة العامة للسينما والمسرح والتحديات التي تواجهها؟
أود في البداية الرجوع قليلاً إلى فترة السبعينات عندما كان للفنان كيان يسمى الهيئة العامة للمسرح والفنون وكان يشعر بالاطمئنان بهذا الكيان الذي كان يوفر له الدعم والمساندة من حيث العملية الإنتاجية للأعمال الفنية، وكذلك التكوين بمختلف أنواعه ودعمه، بالإضافة إلى حضور المهرجانات المحلية والخارجية، ولكن للأسف الشديد ألغيت في السبعينات وهذا الإلغاء جعل الفنان في حالة تسول بمعنى لا كيان له يحميه بعد أن ضاعت أصوله الثابتة من مقرات وقاعات وقاعدة بيانات، وفي سنة 2007 تمت إعادة إنشاء هذه الهيئة من جديد للمسرح والسينما ومقرها بنغازي، ولكن للأسف الشديد أيضاً لم يتم تفعيلها بشكل صحيح، وفي أواخر سنة 2016 قمنا بتفعيلها بشكل صحيح تحت مسمى المؤسسة العامة للمسرح والسينما، وهي تابعة للهيئة العامة للإعلام والثقافة بالحكومة الموقتة فكانت بداية صعبة، خصوصاً في ظل حالة الانقسام السياسي التي أربكتنا في وضع قاعدة البيانات وكذلك اللوائح المنظمة، ولكن والحمدلله منذ سبعة أشهر تقريباً اتفقنا مع أخوتنا من مسؤولين وفنانين في المنطقتين الغربية والجنوبية لتشكيل مجلس إدارة موحد بتزكية رئاسة البرلمان مشكورة وترشيح من قبل السيد المحترم رئيس الهيئة العامة للإعلام والثقافة، ولا يفوتني أن أسجل الشكر والتقدير للرقابة الإدارية التي تطلب بتفعيل هذا الكيان الثقافي المهم، والآن نحن في انتظار اعتماد مجلس الإدارة من مجلس الوزراء في هذه الأيام، ولا أنسى أن أثمن عالياً مجهودات الحكومة الموقتة رغم الظروف العصيبة جداً التي تمر بها، كما أسجل شكري وتقديري لجميع الذين وقفوا لتأكيد حق الفنان في ضرورة وجود كيان يحميه.

● ماذا عن مشروع المؤسسة المقبل؟
حاولت في الفترة الماضية وضع مشروع كامل يخص اللوائح التنظيمية وكذلك قاعدة بيانات، ولكن غياب مجلس الإدارة شل هذا المشروع الاستراتيجي اتجاه خطة المهرجانات والدورات العملية الإنتاجية، وكذلك غياب الميزانية لهذه المؤسسة وتراكم بعض الديون السابقة منذ انطلاق هذه المؤسسة التي لم ولن تتسلم فلساً واحداً من الدولة حتى الآن ولكننا كلنا أمل في رئاسة الوزراء خصوصاً بعد اعتماد مجلس الإدارة.

● هل ترى أن الحرية المطلقة قد يكون مردودها عكسياً على الحركة الفنية إذا لم تكن هناك ضوابط؟
مجتمعنا مجتمع محافظ ولدينا ثقافتنا، وعلى الفنان أن تكون لديه خطوط أخلاقية لا يتعداها، وأنت تعرف أن هناك ما يسمى بالرقابة الذاتية التي ليس لها علاقة بالسلطة أو الحرية، فالحرية موضوع آخر، وكل إنسان أو فنان له رقابة ذاتية تنطلق منه، فهناك بعض المجتمعات الأخرى التي لها ثقافات خاصة بها ونحن لا نستطيع أن نقدمها عندنا، ونقول لكل من يتعدى على هذه الحدود الأخلاقية والثقافية الخاصة بنا نحن لسنا معك وأنت تمثل نفسك فقط، والحرية المطلقة في رأيي ليست موجودة في العالم كله، فمثلاً بعد ثورة تونس هناك بعض الفنانين في تونس أساءوا للذات الإلهية وفي نظري هذه ليست حرية وإنما هنا يجب وضع خط أحمر، ونحن ربما نستفيد من هذه المواقف، وهذا الأمر الذي صدر من فنان تشكيلي تونسي ونبهنا لأشياء وعلينا أن نكون حذرين منها هنا في ليبيا، وناقشنا هذه الجوانب في الميثاق الذي أصدرناه في مدينة البيضاء منذ سنوات والذي من خلاله رأينا ضرورة أن نؤطر للحقوق والواجبات الخاصة بالمثقف.

● من وجهة نظرك.. هل الأعمال الليبية التي تقدم خلال شهر رمضان غير ناضجة؟
أنت تعرف ما يسمى بالإبداع الجماعي لديه مقومات يجب توافرها حتى يكون العمل صحيحاً، ومن أهم هذه المقومات هي حالة الاستقرار لأنها تحتاج إلى التأمل والهدوء وهي تتراجع في الفترة الانتقالية وفي فترة الأزمات، والإبداع الفردي عكس ذلك لأنه في هذه الأجواء يبرز وينشط، ففي سنة 2011 لاحظنا أن الشعر والفن التشكيلي والمقالة والأدب نشط بشكل كبير جداً لأنها لا تحتاج إلى جماعة وربما الجميع الآن يتجه في إطار الإعلام من أجل المساهمة في تحقيق الأولويات مثل الأمن والاستقرار، وما تحدثت عنه حول الأعمال الرمضانية كثير منها سيكون بنفس الطابع الكلاسيكي، والأعمال الثقافية هي كشجرة الزيتون صلبة وثابتة وبعد فترة تنتج، نأمل أن نرى أعمالاً درامية ذات مضمون جيد وبإمكانات جيدة.


فرج بوفاخرة في سطور
رئيس المؤسسة العامة للسينما والمسرح، فنان صاحب تاريخ فني بدأ في نهاية ستينات القرن الماضي، وتخرج في المعهد العالي للمسرح والسينما في بودابست العام 1984، وكانت بدايته الحقيقية عندما عمل مع الفنان الكبير السيد راضي في مسرحية «البنت الشويطرة». له عدد من الأعمال المسرحية في ليبيا وتونس والجزائر ومصر والمغرب وإيطاليا، ومنها: «وين البحر يا رايس» و«المركب» و«مشوار جليفط»، كما شارك في أفلام «الأرض الطيبة» و«امرأة من شمع». وشارك في لجان تحكيم عدد من المهرجانات داخل وخارج ليبيا، يكتب المقالة النقدية.

مقالات ذات علاقة

البخاري: حراس الفضيلة هم الأكثر لهفة لمطالعة «كاشان»

نهلة العربي

الشاعر “عبدالحفيظ العدل”: المزاج العام للقارئ ودور النشر، يدفع إلى كتابة الرواية

رامز رمضان النويصري

فاطمة الحاجي: هناك كثير من النقاد يتلصصون على الكتابة النسائية!

المشرف العام

اترك تعليق