رواية أنا وحاييم.
طيوب عربية

المخيّل يستعيد المسروق التاريخيّ

MEO

محمد نصر الدين عطا الله

“لقد فقد زاتيسكي أثناء الحرب جزءا من دماغه ومعه الذاكرة والقدرة على النطق. ومع ذلك ظلّ قادرا على الكتابة. لقد كانت يده تقذف بالمعلومات على الورق التي لم يكن قادرا على التفكير فيها، وبدأ شيئا فشيئا يعيد بناء هويّته من خلال قراءة ما يكتب”. أمبرتو إيكو

رواية أنا وحاييم.
رواية أنا وحاييم.

“وضع عبدالنّور، خلال هجعته الأخيرة في الخلوة، القلم والسجل السابع عشر جانبا…” زهوة ص:5… “سلمني بشماله مفتاح فلاش ديسك. نطق تجدين فيه ملفا واحدا مهما. وتبسم ذلك كلّ ما ترثينه مني» كولونيل الزبربر ص: 16. أما في تلك المحبة فهنالك المصنف وسلسلة الرواة… «ثمّ أنعزل في المكتبة لمدة ساعتين بين العاشرة ومنتصف الليل. فأستحضر، على دفترا لولبيا كبيرا…» أنا وحاييم ص: 19 «…لا يجدر بمن له كتابه ألا يترك أثرا مخطوطا…» ص: 199.
هذا الإصرار على تماهي النسخ والتسجيل الخطي وفعل السرد الروائيّ يؤشر لا محالة لمشروع مزدوج إعادة بناء المسرود جماليّا وتثبيت التاريخ بما هو هُويّة، فالسارد الّذي يروي أحداثا بأثر رجعيّ يعطي تبريرا فنيا ودلاليا بأنّها وجهة نظر فيما سبق – ولو أنّ هذا الّذي سبق تخييل وعوالم ممكنة – فلو فرضًا بدأ السرد بخطية كرونولوجية لظهر تعالي السارد وادعاء أنّها الحقيقة؛ بيد أنّ الفنيّ يروم إرساليات وتفسيرا: أمّا الإرساليات فنرى بعضها – أو أهمها – استعادة المسروق التاريخيّ «فأستحضر، على دفتر لولبيّ كبير، أيّاما أخرى من تلك التي تركت أثرا لها في وجداني، وفي حياتي وفي علاقاتي؛ على إحساس بمرارة، وغيض غالبا، على بداية سرقة تاريخيّة لما أثمرته تضحيات سبعة أعوام بالدّم سرعان ما تلاها منع للصحافة غير صحيفتين تابعتين للحكومة وحظر للأحزاب إلاّ واحدا أُنشئ ليكون هو الحاكم؛ بعد ثلاثة أعوام فقط من إعلان الاستقلال» ص: 19.

محليا؛ سرق التاريخ لا بتشويه التأريخ فحسب بل بمحوه عمرانا وعوائد تماما كوعي وثقافة؛ «ما يؤلم النفس غالبا ليس فقط فقدان عزيز أو شيء ثمين لهما في قلبنا مكانة ولكن أيضا ما يزول من حولنا مِمَا كان لذاكرتنا علامات نهتدي بها إلى وجودنا وتاريخنا آثارا كانت أم كلمة أم صورا» ص: 316، وفاعل المحو والإزالة؟ «أتأمّل يد الحماقة تُدمر تحفة أخرى في المدينة» ص:316 إشارة إلى سرقة الكنيسة؛ من هنا يأتي التساؤل: «فكيف يعرف أبناؤنا غدا أنّ المحتلين مروا من هنا» ص:317… واليوم من يطـــوف شوارع “سعيدة” ليبحث عن كثير من المعالم والبنايات التي ذُكرت في الرواية يُصاب بصعقة ذهول مروعة: أين مكتبة فافييه؟ أين الكنيسة؟ أين دارة الساعة؟ أين البيعة؟ أين…؟ حتى المُتبقي من أهم مَعلم وهو باب معسكر وباب تيارت أعيد ترميمه بأبشع طريقة صار بها مسخًا. الغريب أنّ هذا الهدم يكاد يكون إعادة إنتاج حرفي لفعل المستعمر نفسه: «الجنرال بيجو هو الّذي أمر بتخريب الدار اللطيفة {التي بناها الأمير عبدالقادر بسعيدة} وإحراق المدينة الصغيرة» ص:106.
كثيرون من أبناء سعيدة يعتقدون أنّ سعيدة لم يكن لها وجود إلاّ مع مجيء المستعمر… فهل سيأتي يوم تقول فيه الأجيال إنّ الثورة أسطورة؟! وما وظيفة الأدب إذن؟! رحم الله طه حسين فقد قال في خصام ونقد {ومن هنا كان الأدب مصدرا من مصادر التاريخ الإنسانيّ، وعسى أن يكون بالقياس إلى بعض الأمم أو بالقياس إلى بعض أطوار هذه الأمم، أخطر مصادر التاريخ} ص:44. بيد أنّ الرواية تقول لنا في موضع آخر: «لكن للقصبة ذاكرة تقول لنا إياكم أن تنسوا أنّي الوجود الأصلي لكم» ص:83.
تأخذ الرواية على عاتقها إعادة بناء التاريخ سردا جماليّا شاعريّا أنيقا محكما تُرمم به المهتــرئ من الهُوية في هندسة للفضاء تمتزج فيها الوقفات الوصفيّة بالمقاطع السرديّة والحواريّة بتقنية عاليّة واحترافيّة فنيّة اشتغل عليها الروائيّ بصبر طيلة مشروعه الروائيّ من “ذاك الحنين” إلى “أنا وحاييم” موظفا بلباقة مزج السوابق باللواحق بطريقة لتوزيع الزمان والفضاء بأشكال حضور السارد منوعًا في زوايا النظر وبؤر التبئير باقتصاديّة في السرد تشذب كلّ زائد لغير ضرورة مع تحكم أخاذ للغة إن معجما أم نظما واستعاريّة ونمط في بناء الشخصيات؛ لكأنّ الرواية قصيدة تروي أو رواية تُقَصّد (من القصيد)… مِمَا هو في حاجة لاستقصاء أكاديمي ينبغي أن يشتغل عليه الدارسون والنقاد لا على أنّها عرض زائد لأنّ النّصّ يبني معانيه استنادا إليها؛ إنّها الشكل الّذي من خلاله يتخذ المعنى حجمًا على حد تعبير سعيد بن كراد، وجماليّا ّفهذا الفنيّ يفجر الانفعال ويأسره ويروضه فيما ينتج به معنى يستعيد التاريخ بناء ذا دلالة قطعة تذكاريّة تحيّن التاريخ وقائع وبشرا ومُكَوّنَاتٍ وعلاقات وممارسات. عوالم مُمكنة وهويّة مشخّصة تستبقي هذه الحِقب التاريخيّة بوعي جديد أو مطموس؛ حيث الوطنيّ ليس بالضرورة محتكرا من فئة لا دينيًا ولا إثنيًا ولا جنسيّا ولا غير ذلك، لذا فإنّ بعض عتبات النصّ تؤشر لذلك؛ فالإهداء إلى الكاتب اليهودي الأصل القسنطينيّ النشأة وليام سبوتيس بعض من ربط المخيّل في “حاييم” والعوالم الممكنة بالعوالم الفعليّة والواقعيّة. «في الفرانسيس رجال أحرار وعادلون، لا تنس هذا» كما قال والد أرسلان له ص:22 .
وينضاف لذلك شخصّية موريس بيرييه، وكذا الإشارة إلى مسيو خايمي سانشيز ص: 14… وما تزخر به الرواية من التقاطعات بين مستعمر عنصريّ مجرم ومستوطن مسالم مُحب للأرض؛ بين وطنيّ مناضل ووطنيّ انتهازيّ، بين سياسيّ نبيل وسياسيّ ديكتاتور… من الصعوبة بمكان الإلمام بهذا الّذي ينتشر على جسد الرواية وبشرة لغتها المخمليّة وغنجها الإيحائيّ… بعض المكبــوت في النفوس يُفترض وهو يعيد قراءة التاريخ ما كان يمكن أن يكون عليه الحاضر غير ما هو عليه:
1.    لو لم يَطَل التجهيل والاستعباد الّذي مُورس على الأهالي فلم يتمكن إلاّ ذوو الحظوظ وبتأب ونضال ومشقة كما حدث مع أرسلان، أكان أرسلان يعاني الإحباط بسبب تصرف المسؤول السياسيّ العائد من وراء الحدود؟ أم تتصدى له جماهير مثقفة متعلمة بالكم والنوع الّذي يقف متراسا يعيق حماقة وعبثية العسكر التي حولت مجرى التاريخ «نحن الذين نكتب تاريخ هذا البلد» ص:290… ولنا في المقال الّذي كُتب في مجلة كونسيونس ألجيريان المشار إليه في الصفحة 94 من الرواية أكبر دلالة.
2.    لو أنّ الاستقلال لم تخلفه حرب الولايات بين الإخوة الأعداء… ويفضي إلى الانقلاب العسكريّ الّذي تصر الرواية على توصيفه كذلك بدل توصيف أدبيات السلطة (التصحيح الثوريّ).
3.    لو لم تهجر جموع من الذين استوطنوا هذا البلد من جنسيات مختلفة ولم يكن منهم تقتيل أو عنصريّة بل وقفوا مع الثورة وإلى جانب الأهالي فلنقرأ هذه الفقرة الشديدة الإيحاء «وافترضت له أنّ المشهد كان سيبدو جميلا ورائعا لو أنّ من كانوا فيها من الأوروبيين، قبل عامين، يختلطون، الآن، بأولئك المواطنين الذين كنا نمشي وسطهم يتقاسمون الشارع نفسه والفضاء. ويتبادلون التحيات ونظرات السلام» ص:263.
4.    والأهم العنصر المُغيب “الوجود اليهودي في الجزائر لِمَ الإصرار على خلطه بالصهيونيّة؛ وجعله من المحرمات؟ إنّ الرواية وهي تبني هذه الصداقة العجيبة بين حاييم بن ميمون وأرسلان حنيفي (= برغم أنّ الاسم مستعار من لقب حقيقي إلاّ أنّ الإيحاء بالجذع المشترك بين الدينين الإسلام واليهوديّة وهو الحنيفيّة السمحاء دين الجد المشترك سيدنا إبراهيم واضح) تعيد تاريخًا وتفسيرا للتاريخ؛ ليس بمثل الكليشيهات المعهودة إيديولوجيا كالديالكتيك التاريخيّ، إنّما بنظرة فلسفيّة يمكن تسميتها جدلية القدر والعبث؟
فلنقاربها مستبعدين قصدية المؤلف مركزين على قصديّة النّصّ…؟ فقد تمّ حديثا تجاهل قصدية الكاتب الفعلي ضمن جدليّة قصديّة القارئ وقصديّة النّصّ؛ يقول أمبرتو إيكو: {عندما يتم إنتاج نصّ ما لا ليقرأه قارئ بعينه بل لكي تتداوله مجموعة كبيرة من القراء؛ فإنّ المؤلف يدرك أنّ هذا النّصّ لن يؤول وفق رغباته هو، بل وفق إستراتيجيّة مُعقدة من التفاعلات التي تستوعب داخلها القراء بمؤهلاتهم اللسانيّة باعتبارها موروثا اجتماعيّا} ص:84 التأويل بين السميائية والتفكيك… سنقوم بمجموعة من التخمينات أو هي بالأحرى تخمين واحد نلتقطه من أجزاء من النّصّ: 

«ألم أكن أقول لك إنّ كلّ شيء في هذا الوجود محكوم بالصدفة؟ (قال أرسلان لحاييم. فرد الآخر) – بل بيد القدر! فأبدت لنا زليخة استغرابها بعلامة من وجهها ويديها قائلة: فُكا لي ألغازكما!» ص:229 وهذا اللغز نبدأه عكسيّا من نهاية الرواية: «إلى أن أرحل أنا مثلك من هذا العالم وأُدلى في قبري بوجهي إلى القِبلة، فألتقيك أو لا ألتقيك، اطمئنّ على أنّك في ذهني لم تعمر في هذه الدّنيا إلاّ لحظة تشبه تلك التي استغرقتها سباحتنا بين ضفتي الوادي يوم طاردنا ألفونسو باتيست!» ص:332؛ سنعود إلى هذه الصفحة لكن نبحر ثانية إلى بداية الرواية: لما طارد ألفونسو باتيست كلا من أرسلان وحاييم العفريتين بعد عثوره عليهما في بستانه تمكنا من الهرب بالسباحة في الوادي والمشهد الجميل المسرود في الصفحة 15 يصور ذلك، بيد أنّه في الصفحة التي قبلها نقرأ: «وكان ألفونسو باتيست وذلك ما صوّره لي حاييم خلال غدائنا ذاك رأى نفسه وقد أدركنا، بعد أن أنهكنا فخارت قوانا واستسلمنا، رمانا كطريدين في صندوق سيارته وعاد بنا فقيدنا، ظهرا لظهر، إلى شجرة الإجاص نفسها. ثمّ كسر مجموعة من أغصان أشجار البرقوق والتفاح الأخرى، رافعا منزلا مبلغ التعويض الّذي سيطالب به عائلتي السارقين الصغيرين، كما سماهما، وإلاّ قدم شكوى ضدهما» ص:14. 
لِمَ هذا المشهد الّذي يستدعيه السارد مرويًا عن حاييم وبافتراضية سيعقبها مشهد يسرد حقيقة ما حدث؛ لولا هذا الاحتباك لكان هنالك مشكل في التبئير ولكن قصدية النّصّ تشير إلى إمكانية حدوث أمرين وقد تحقق أحدهما؛ كان من الممكن لو تحقق الاحتمال الأوّل أن تصير حياة الطفلين غير ما صارت عليه؛ فما معنى ذلك؟ يقول الوجوديون: {الإنسان يتحمل مسؤولية اختياراته في جو مشحون بالاحتمالات المختلفة التي قد يأتي بها المستقبل؛ فالاختيار إذن هو الأساس والمنطلق الأوّل في كيان الوجود الإنساني… وعند الحديث عن الوجود الإنسانيّ إنّما يُراد الذات الإنسانية المُتمثلة في كلّ شخص على حِدة، والمُعبّر عنها بــ (أنا) التي تعيش في كياني؛ حتى صار شعار الوجوديين (من الإنسان وإلى الإنسان وبالإنسان…} وهذا ما يُفسر الإصرار الّذي جعل الصديقين يقاومان كلّ شكل من أشكال الميز العنصري والإقصاء ويحصلان على أعلى النتائج ويصيران الوحيدين في مدينتهما الحاصلين على شهادة جامعيّة في أحلك الظروف. ألهذا كان العنوان “أنا وحاييم”؟
لكن الفلسفة الوجودية التي تشيد بالإنسان وتدعو للحريّة وترى الوجود الإنساني سابقا على الماهيّة جاءت نتيجة حالة نفسيّة وهي القلق عقب الحربين العالميتين (لا ننسى لقد بدأ السرد يحيل على البداية بـــ1944) وعلينا أن نعيد قراءة الصفحة 70 من الرواية جيدا لنرى ما دار بين حاييم القدري وأرسلان الوجودي… كذلك بداية الفصل الرائع والجميل ليلة ثلج في الجبل: «… التحقت بالجبل اختيارا لا إكراها…» ص: 175… وفي الصفحة نفسها والسارد يصف القتلى والجرحى ويستغرب نجاته بدل الآخرين وقد عزاها إلى الصدفة: «فبالصدفة قُتل غيري بدلي أنا في تلك الاشتباكات. وإلاّ لماذا كانت العبثيّة التي تعرفها كلّ الحروب»… وعلى قبر حاييم في الصفحة التي تركناها لنعود إليها 332: «قل لي أنت! لماذا لا يؤمن الفلاسفة غالبا بوجود الله؟
–    لأنّهم غالبا ما يموتون قبل أن يكتشفوا الحقيقة!
–    حقيقة أنّنا مخلوقون بإرادة وليس بصدفة. اقتنعت الآن أو لم تقتنع!» 
هذه النهاية التي بوجع الانكسار والفقد تقول قصدية النصّ بصددها اقتنعت الآن أو لم تقتنع لأنّ حاييم الصوفي كما وصفه أرسلان في موضع آخر يشعر بالحكمة وراء القدر. وأرسلان دارس الفلسفة يراها عبثية وصدفة من دون استبعاد لدور الإنسان الفرد… ألا تقول قصدية النّصّ إنّ حاييم هو المحق؟ ففي الصفحة 175 بعد ذكر عبثية الحرب مباشرة نقرأ: «فكيف لشخص مثلي؛ إذا، أن يزكي نفسه أمام أرواح جنود لم يدخلوا مدرسة نظاميّة يومًا ولا انتموا إلى تنظيمات سياسية؛ يتميزون بالذكاء الخارق والشجاعة النادرة في خوض حرب عصابات لم يقرؤوا عنها في أي ملزمة أو كِتاب نظري! منهم تعلمت كيف أروض جسدي على المجاهدة والمكابدة والصبر» فلولا الحرب هل كان أرسلان يتعلم ذلك؟ ولولا الإطالة لاستشهدنا بفقرات عِدة سيما قلب الرواية ولبها فصل “ليلة ثلج في الجبل”… كلّ حدث قدري تقول قصدية النصّ وراءه حكمة اقتنعت الآن أو لم تقتنع يا أرسلان… ومن زاوية قصديّة القارئ يذكرني ذلك بقصة الخضر وسيدنا موسى عليه السلام.. فموسى لم يفقه ما قام به الخضر من خرق للسفينة وقتل للغلام وبناء للجدار لأنّه يرى الظاهر فحسب والله عز وجل علّم موسى معنى الحكمة من وراء القدر… وحق لنا أن نتساءل في خاتمة هذه القراءة المتواضعة:
–    {إذا كان النُقاد قد تساءلوا أيحق لنجيب محفوظ أن يحاكم التاريخ المصري فيجعله مجرّد ثرثرة فوق النيل. يحق لنا أن نحاكم الحبيب السايح أن جعل من تاريخنا أحداثا بيد الصدفة؟ لكن هذا افتئات على الروائي ونحن لم نتعرض لقصديّته… وإنّما رأينا قصدية النصّ تنفتح على السميوزيس بنهاية لا هي مع ولا هي ضدّ إنّها العبقرية في بناء نص إبداعي مدهش لا يمكن حصره في زاوية إنّما هندسة أدبية ومعمار لغوي يعمل أساسا على إنتاج قارئ نموذجيّ قادر على الإتيان بتخمينات من صلب إستراتيجية النّصّ… لا أعتقد أنّي هو ولكنّي بلا أدنى شك أقبلت على الرواية كما على سابقيها بمنظور متفهم ورؤية عاشقة، لا التثمين النفاقي يعنيني ولا التبخيس الحاسد. لست قارئا محترفا كما أساتذة الجامعة ولا شحاذ شهادة كما طلبة الجامعة؛ أنا قارئ مستذوق ولذة النّصّ قانوني. نعم أقوم باستثمار وتدبير معارف سابقة لكنّي أبحث تحديدا عن معنى لرعشة النشوة ولذة القراءة وتيه الفكر بين يدي نصّ يفعل به ذلك وأكثر لذا فهذه القراءة ليست ممنهجة ولا مؤثثة بل شذرات؛ وما في المكنة إلاّ ذاك؛ فلتكن أشبه بحوار ممتع بين الأحبة حول فنجان.

مقالات ذات علاقة

تصوّف

حسين عبروس (الجزائر)

فلسطينُ.. يا أمَّنا وأّبَانا

المشرف العام

قوس القمر قزحـة! *

إشبيليا الجبوري (العراق)

اترك تعليق