موسى حوامدة

وَجدتُ اللهَ مَصلوباً عَلى بابِ المَدينة
والجنودُ المُدَجَّجونَ بالتَّناخِ والذَّخيْرّةِ
يُفتِّشُونَ المَسيحَ المُتَنَكِّرَ في زِيِّ فَلاحٍ خَليْليّ
يَدفَعونَ مريَمَ العَذْراءَ نَحوَ الحَرَم
والمدينةُ تَشْهَقُ أنْفاسَها الأَخيْرَةَ
مدينةً مدينةً
تَكتَمِلُ القِيامَةُ
تَبْكي الخَليلَ دَمْعَةً من أَلم
وغصَّةً غَصَّةً من نَدم
وبيتُ لحْمٍ تُخْفي حزنَها في مَنْديلِ راهِبَةٍ بَتُول
يا بِلادي
يا مَوْطِأَ المَسيحِ ومَهدَ الأَمَل
يا حجرَ جالوتَ وسيفَ الوَليد
سَتَكتُبينَ مَجْدَ الناصِرة
وتَرسُمينَ ضحكةَ الصِغار
تَنْهضينَ من يَباسِ الفُصولِ
تُورِقينَ خَضراءَ في أرضِ كنعانَ السَّحيقَةِ
وتَكتُبينَ بالدَّمِ والدُّموع
فلسطينُ يا أمَّنا وأّبَانا
يا عَظمَ الروحِ ويا سِرَّ الضُلوعِ
يا نَهارَنا القادِمَ من “بابِ الشمس”
ومن ضَحكاتِ الحُقولِ
سَتَنْتَصرينَ
تَنْتَصريْنَ
وتَطْرُدينَ الشرَّ عن وَجْه القُرى
وتُطلِقينَ زُغروْدَةَ النَّصْرِ المَديدة.