قال رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس إنه اشترى منزل شاعر العامية الراحل أحمد فؤاد نجم بهدف تحويله إلى متحف يضم أعماله وتذكاراته. وقال ساويرس في كلمة بالجامعة الأميركية في القاهرة خلال حفل إعلان جائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية في دورتها الخامسة الاثنين “اشترينا المنزل الذي عاش فيه نجم آخر مدة في حياته، وسنحوله إلى متحف باسمه، في المقطم”.
والشاعر المصري ولد في قرية كفر أبونجم بمدينة أبوحماد بمحافظة الشرقية.وعرف شظف العيش والفقر والحرمان في طفولته ومطلع صباه وتنقل بين مهن كثيرة.
واتسع قلب الشاعر المصري لكثير من النساء، ولعبت المرأة دورا مهما في حياته وفي شعره، وكثيرا ما كانت تتوحد برمزه ومعشوقته الأسمى “مصر” على حد قوله، فتزوج كثيرا، وكانت زوجته الأولى تدعى فاطمة منصور وأنجب منها بنتا تدعى عفاف، وتزوج أيضا الفنانة عزة بلبع وقبلها الكاتبة صافيناز كاظم وممثلة المسرح الجزائرية الأولى صونيا ميكيو، وآخر زوجاته كانت أميمة عبدالوهاب التي أنجب منها ابنته زينب، ولديه ثلاثة أحفاد من ابنته عفاف هم مصطفى وصفاء وأمنية.
ويعد نجم أحد أهم شعراء العامية في مصر وأحد ثوار الكلمة واسم بارز في الفن والشعر العربي ولقب بالفاجومي المصري بسبب سجنه عدة مرات.
وعرف نجم بكتابة الشعر والقصائد السياسية النقدية المرتكزة على حس اجتماعي عميق تجاه الحرية والعدالة الاجتماعية.
ودخل “الفاجومي” السجن سبع مرات بسبب مواقفه السياسية، ورافقه أحيانا في السجن صديق عمره الملحن والمغني الثوري الشيخ إمام.
واستطاع نجم من خلال شعره السياسي أن يسخر من السلطة والنخب السياسية في مصر بمفردات شعبية بسيطة.
ويقول نجم عن رفيق حياته إنه “أول موسيقي تم حبسه في المعتقلات من أجل موسيقاه وإذا كان الشعر يمكن فهم معناه فهل اكتشف هؤلاء أن موسيقى إمام تسبهم وتفضحهم”؟.
وترافق اسم أحمد فؤاد نجم مع الملحن والمغني الشيخ إمام، وتلازمت أشعاره مع غناء إمام لتعبر عن روح الاحتجاج الجماهيري الذي بدأ بعد نكسة 1967.
في عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيرا للفقراء.
وقالت المؤسسة العريقة إن “منح الشاعر هذه الجائزة يأتي تقديرا لمساهماته وأشعاره باللهجة العامية المصرية التي ألهمت ثلاثة أجيال من المصريين والعرب. فقد تميزت قصائده بحس نقدي ساخر وبتأكيدها على الحرية والعدالة الاجتماعية”.
عاش نجم حياة خصبة تقلب فيها ما بين كل فنون الرفض والتمرد على الفساد وقوى الظلم والطغيان، وبموهبة فذة نابعة من تراث العامية المصري الأصيل، وروافده الشعبية الكامنة في الوجدان العام، استطاع أن يجعل الشعر يمشي بين الناس، ويرتفع فوق أكتاف الثوار وفي أفواه المتظاهرين ضد الأنظمة السياسية المستبدة للمطالبة بالعدل والحرية والكرامة. وظل نجم حتى آخر رمق في حياته قادرا على الدهشة وإثارة الجدل والأسئلة المشاكسة، على الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية كافة.
وتوفي نجم في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2013 عن 84 عاما بعد مشوار طويل وشاق تعرض خلاله للسجن بسبب أشعاره التي كانت دائما ما تنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية .
وقال ساويرس “أي شخص لديه أي شيء يتعلق به أو بذكراه، أشعاره، كتاباته، صوره أو أي شيء آخر، أرجو أن يتقدم به لنا وسنضعه بالمتحف مع الإشارة إلى صاحب الإهداء”.
تأسست جائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية عام 2014 بدعم من مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية وتشكل لها مجلس أمناء مستقل.
وكرمت الجائزة في حفلها الاثنين اسم الكاتب صلاح عيسى، عضو مجلس الأمناء، الذي رحل في ديسمبر/كانون الأول 2017 عن 78 عاما.
ومثل رحيل الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم خسارة كبيرة لشعر”اللهجة” العربية الحديثة وهو الشاعر الذي تميز بقدرة فائقة على نقد الواقع العربي، حتى ليكاد يوصف بأنه شاعر نقدي بامتياز، هكذا أجمع أغلب المثقفين العرب في كلمة تأبينه.
وقال المفكر والعالم الإسلامي التونسي الراحل محمد الطالبي “لا يموت العظماء، عاش مناضلا ورحل كذلك، أحبّ شعره وأقرأه، وأرجو أن يدرّسوه في مدارسنا حتى يتعلّم الأطفال التحرر من القيود والأغلال”.
وشدد على أنه “عاش وفيا لمبادئه، وحارب الإخوان ولم يخش سطوتهم. أشعاره لن تفارقنا ورسالته لن نتخلى عنها أبدا، أبناء جيلي يحبونه وإن كان أصغر منّا سنا بقليل، كنا نردّد أشعاره ونحفظها، هذا الشاعر خرج من رحم العوز ليصبح شاعر الفقراء والكادحين، ولينقل همومهم.. رحمه الله، نجمه مازال ساطعا في قلوبنا”.
ومن فلسطين قال الشاعر عزالدين المناصرة “رحيل أحمد فؤاد نجم خسارة كبيرة لشعر”اللهجة” وخسارة لحركة التحرر العربية وهو الشاعر الذي تميز بقدرة فائقة على نقد الواقع العربي، حتى ليكاد يوصف بأنه شاعر نقدي بامتياز”.
وقال رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أحمد مجاهد”نجم تاريخ من النضال والإبداع والغناء وكما قال الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور هو “قطعة من صخرة الأهرام ومن الوجدان المصري في عمقه الأصيل الممثل في الحارة المصرية”.