موسى حوامدة
لم ينتهِ الكلامُ لأجدِّل حبائلَ الصمت
وأمشط شعرَ اليقين
لم ينته الوقتُ لأكسر ساعة الزمن
أرمي بها في سلة الفراغ.
لم ينته العمر
لأضع رأسي عند مقبرة القنوط
وأربط جسدي بوتد الهزيمة.
لم تحترقْ روما
لأجلد نيرون بسوط الجنون.
لم ينته الكلام
لأغلق فمي بقماش الخيبة
أشطبَ اسم بلادي من أطلس الجزيرة
وأدفعَ الجزية للعابرين.
سأربحُ الحربَ لأن الطين بيتي
والبحرَ جاري
والنجومَ شقيقاتي الغافلات
والسماء ستدرك فحوى رسائلها.
لم ينته الكلام
من دفتر الحياة
من ألوان الصغار
وأحلام الجدات
ولن ينتهي اسم فلسطين.
لم ينته الكلام
لأقصَّ جديلة أمي
وخطواتها فوق تراب البلد
وآثار أجدادي
آثار أيديهم على حيطان البلد.
لم ينته الكلام
لأقر للمحتل أن الحكايةَ وصلتْ لطريق مسدود
وأن المدينة ضاعت للأبد.
لن ينتهي الكلام
لأنشدَ الشعر في زوال الأبد
وفراغ يوم الأحد
من عطلته
وبداية تاريخ السبت
في هيكل أو معتقد.
لم يبتدئ الكلام
كلامي بعد
ليكتب المهزوم في النهاية أعذارَه.
سأكتب طالما ظلَّ في دفتر الشعر حرفٌ واحدٌ
وظلَّ في خزانة الله مدد
وأصيح في آذان الدهور والمجرات:
هذي البلاد بلادي
مذ خلق الله كونَه
وكان واحداً أحدْ.