تقارير

شمس الثقافة الليبية تسطع على «النوافذ المغلقة» في 2017

بوابة الوسط

الصورة: بوابة الوسط.

الحصاد الثقافي في ليبيا 2017 (بوابة الوسط)تنوع الحصاد الثقافي الليبي خلال العام 2017 الذي يلملم آخر خيوطه بعد أيام بالكثير من الأحداث المتنوعة، والتي تباينت ما بين «المر» و«الحلو».. وربما كانت البداية مبشرة بميلاد جيل جديد من الكتَّاب، غير أن الحلم لم يدم طويلاً قبل أن تبزغ أزمة حول كتاب يضم إبداعاتهم، وتراوح العام ما بين ظهور أعمال جديدة ورحيل عدد من الأدباء والمثقفين، يتخلل ذلك حصد بعض الجوائز والمشاركة بفعاليات مختلفة داخل البلاد وخارجها.

وكان من أبرز المحطات الثقافية في ليبيا العام 2017 خلال شهر أغسطس، منع الهيئة العامة للثقافة كتاب «شمس على نوافذ مغلقة» الذي يضم نصوصاً مختارة لمجموعة كبيرة من المواهب الشابة الليبية، من التداول بداخل ليبيا، بعد عاصفة من الجدل بموقع التواصل الاجتماعي ووصف البعض مقطعاً من رواية «كاشان» لأحمد البخاري المشارك بالكتاب «خادشة للحياء»، ليتخطى الأمر الانتقاد والمنع ليصل إلى الشتم والسب والتهديد بالقتل وخطاب تحريض من بعض المشايخ التي تنتمي إلى التيار السلفي في البلاد، والتي ترى في نصوص الكتاب دعوة لفساد الدين الإسلامي ونشر الرذيلة في المجتمع.

وشهد يناير مصادرة مجموعة من الكتب، من قبل دوريات قسم البحث الجنائي ببوابة المدخل الغربي للمرج كانت في طريقها إلى مدينة بنغازي، وأوضحت المديرية سبب المصادرة في وقت لاحق بأنها «كتب تخص الشيعة واليهودية وتنظيم داعش، وتخص السحر والشعوذة ودواوين شعر صوفية وكتب إخوانية، ومصاحف لا تعرف جهات طباعتها وكتب إباحية وعلمانية»، وكان من أهم هذه الكتب «أرض الإله» للكاتب أحمد مراد، و«رحلة الدم» للكاتب إبراهيم عيسى، و«حبيبي داعشي» للكاتبة هاجر عبدالصمد، و«مخطوطة بن إسحاق: مدينة الموتى» للكاتب حسن الجندي، و«الشياطين للكاتب» دوستويفسكي، «الجاسوسة للكاتب» باولو كويلو، و«بروتوكولات حكماء صهيون» – فيكتور مارسدن، و«نقيض المسيح» للكاتب فريدريك نيتشه، و«الشيخ الأسود» للكاتب حسن السيد.

أما على صعيد الجوائز الأدبية الدولية، فكان العام 2017 عاماً حافلاً للكاتب الليبي، هشام مطر، الذي فاز بأربع جوائز عن روايته «العودة»، جائزة «الكتاب الأجنبي» الفرنسية (Prix du Livre Etranger)، و جائزة «بين» الأميركية «PEN America Literary Award»، وجائزة «فوليو» البريطانية «the Rathbones Folioprize»، وجائزة الأخوين «شول» الألمانية.

وتمكنت الكاتبة الليبية، نجوى بن شتوان، بروايتها «زرايب العبيد» من الوصول لكل من القائمة الطويلة والقصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية وحصلت على منحة «زمالة بانيبال للكاتب الزائر» العام 2018 في أكتوبر الماضي.

ونظم في ليبيا العديد من المحافل الثقافية، بعضها في نسختها الأولى منها الملتقى المتوسطي للفنون التشكيلية في مدينة مصراتة، والمؤتمر الوطني التاريخي الأول بكلية العلوم بالمرج، والمونديال المغاربي الأول للمينودراما في مدينة البيضاء، ومهرجان إيراتو السينمائي لأفلام حقوق الإنسان في طرابلس، المعرض الأول لجمعية وادي الشاطئ للتصوير الفوتوغرافي في براك، ومهرجان الأهرام الثقافي، وأسبوع الفيلم الليبي في بنغازي، والمؤتمر العلمي الأول للثقافات المحلية في كاباو.

وخلال العام تم إنشاء مراكز ثقافية ومكتبات وإطلاق قنوات إذاعية تهتم بالمجال الثقافي، فتم افتتاح المركز الثقافي «وهبي البوري» في مدينة بنغازي، وإنشاء مكتبة في مؤسسة الإصلاح والتأهيل بسجن النساء «الجديدة» بمدينة طرابلس، وافتتاح دار البوانيس للثقافة والتراث في سمنو، وإطلاق «راديو ليبيا الثقافي سرت» و«راديو الشروق» في ترهونة.

وفقد الوسط الثقافي خلال العام 2017 العديد من الشخصيات الأدبية والفنية، منهم الكاتب إدريس المسماري، والتشكيلي الطاهر الأمين المغربي، عالم الآثار والباحث فضل القوريني، والشاعر صالح مصباح عباس، والشاعر وسفير ليبيا لدى إسبانيا محمد الفقيه صالح، والشاعر يوسف بن صريتي.

وشاركت ليبيا بالعديد من الفعاليات الثقافية العربية والدولية، منها ملتقى بصمات للفن التشكيلي بالقاهرة، ومهرجان شوفتهن في تونس، ومؤتمر الفسيفساء في برشلونة، ومهرجان «من أجل ليبيا» في تونس، والملتقى السادس للأدب الشعبي في الجزائر، والمنتدى الدولي حول المرأة في الإعلام، وملتقى القاهرة الدولي الثاني للنقد.

مقالات ذات علاقة

ماذا فقدت مدينة درنة؟

المشرف العام

هل للفن التشكيلي سوق حقيقي في ليبيا ؟

مهند سليمان

18 ديسمبر.. يوم عالمي للغة العربية

المشرف العام

اترك تعليق