كل يوم
أعزف على وتري
واخاف أن أنسى سر الغناء
أسخّن الدفوف على وهج الشوق
أدور حول وحدتي
ينتابني الوله ..
فأقول اسمك
أقول اسمك فقط
فتورق اللهفة
ويتفتح الوجد
وينسلخ القلب
من وخم هذا الخواء
أنسلّ من رائحة الموت والكراهية
وأغادر مداخل المدن
المسدودة بسواتر التوجس
أعود صوب عمري
الذي تركته لمباضع الذكريات
أشعل أعواد الحطب
أمام سكون الريح
وارسل عيني
صوب دخانه الذي يصعّد
لا يلوي على جهة
أشتم رائحة النار المعطرة بنكهة الغابة
وأطهّر أذني
بنوح مزمار
تنفخ في ثقوبه أنّات العشق والحنين
ورجع نباح بعيد
وصهيل …
وعواء ذئب
وغناء جنادب
هناك …
حيث القلوب تتعانق
في قارعة الفرح
أو على شفير مقبرة
هناك ..
حيث لا عربات مسلحة
ولا جنرالات
ولا مثقفين يتبادلون الشتائم
هناك حيث السنابل
تتمايل مع وجد ابريل
والصبايا يرفلن في لحظ المآقي العاشقة
والقلوب تتلاقى
حول محراث خشبي
يشق رحم الأرض
أو سنابك ترقص في ساحة جرن
أو حملان تتراقص مع نسائم الأصيل
أعزف على وتري
أستنهض زمن العشق
أغني لهذا الوطن الذي يأكله المرض
الوطن الذي يغتاله الفقر
الوطن الذي يدفن ابتسامته
كل يوم في مقابر الحرب …