من أعمال التشكيلي عادل الفورتية
سرد

عشري بن حشري آه يا كسري


نزع المخرج أسنانه الصفراء، والتفت إلى الأميرة خيرة الله مادا لها يده بالتصفيق، فهي التي كنست الأستوديو قبل قليل إثر حفلة البارحة التي أذيعت بمناسبة فوز الفريق الوطني في العربدة ونقل الكلام من ساحة المدينة وحتى خيمة الرجل الصالح عشري بن حشري آه ياكسري .. الذي بشّرهم بسقوط المرشح الديمقراطي في الانتخابات، فجاءت النتيجة فوزا ساحقا  للأميرة خيرة الله التي وزّعت الــ(؟؟؟) على الفقراء فدعوا لها مادين الأكف: اللهم لا تجعلها كالأمير أفعوان صاحب الرؤوس الثلاث مشفر القنوات وسارق حقوق البث من الإذاعات .

أما قصة هذا الأمير فإنه دحقيل بخقير لا جمال ولا رجال، له من الكيد الكثير وعليه الكثير،، إذ حلُم ذات صيف أنه يتوسع من جهة الشمال، فجهّز في الغد جيشا( أوله عُهر وآخره فُجر) وحمّلهم -أي الجند- رسالة قال فيها: إنكم اليوم الوِرد المورود والوجه الموجود والقيود والسدود فإني وجهتكم للشمال ن فلا تقلعوا عين رجل أعور ولا تقطعوا حبلا صغير السن وإياكم ومعاكسة البنات فإن في المعاكسة بلاوي جنائية وحكما قضائيا وعليكم بالأنابيب فقط (واللي أوله شرط آخره نفط) . وقد أمّرت عليكم اصبيعان الجوعان عسى أن يمن الله عليه بإصبع تكن له لا عليه ولم يكن من همّ لصبيعان العريان إلا مقته الكذب والبهتان والحيونة وتلطيخ التاريخ وتزويقه كما فعل ” رشيد عساف ” في رائعته ” فض الخلاف بالهتاف” .

أطلق صبيعان البردان سهمه يريد به قرية المشاليط حيث الغلمان ( زقاطيط ) فاشتد السهم في المسير، حتى بلغ ما لم تبلغ العير،  فقرأ عليهم الرسالة وانصرف تاركا ” مصطفى العقاد” يشرح المشهد القادم .

جاء في وصية صبيعان العرقان: ياقوم هذا أمير البلدية ومختار الضيعة الشحرورية، ذات  الحكومة الذاتية المُرخص بها من الوكالة اليهودية، يقرئكم السلام ويمنحكم هذا العام، مسلسلا في غاية الروعة والتأثير، إنتاجه ضخم وغزير، ولسوف ترون فيه العجب العجاب والنفائس وكيف أننا انتقمنا لكل الشهداء من 36  وحتى الحرم الابراهيمي، وكيف أننا لم نسكت لهم بل كِلْنا لهم الشتائم وشرشحنا أبوهم والذين خلّفوهم فحاربناهم بالسيوف والرماح فأثخنا فيهم الجراح، وأخذنا نسائهم جواري لنا، وقتلنا منهم الكثير ولقد تفننا في الخدع السينمائية فجعلنا العدو شرذمة قليلة  أما نحن فاستعنا بكومبارس تحفة، وجعلنا ادوار الرقص والخلاعة للجواري التي سبيناها من نسائهم إمعانا في إذلالهم وتحقيرا لفن الرقص عندهم لأن الرقص الشرقي لا يُعلى عليه في أي مزاد حتى اسألوا ” نجوى فؤاد ” ولقد صممنا ملابسنا في أرقى المحلات فجاءت كما في الحقيقة، في روعة واناقة وصار جيشنا يمشي في مشية رشاقة، أما هم فلم نكوي ملابسهم واخترناها لهم درجة أقل ” صناعة مصرية” .

وهنا صاح عشري بن حشري آه ياكسري .. وحدوه !!!

فانطلقت الرؤوس سكرى بالمديح والتمرجيح وتحقق النصر عليهم في الحلقة الأخيرة، حيث طلبوا منا الرحمة وقدموا لنا الولاء والطاعة، بل وسلّموا لنا قائمة بأسماء الخونة والعملاء وكم حاكم مجنّد وشرحوا لنا أسباب النكسة وما هي الأخطاء التي وقعنا فيها وما حدث في معركة المطار وأخبرونا كيف ننتصر عليهم إن وقعت حرب أخرى، وباسوا على رؤوسنا ن واعتذروا منا وشهدوا ان ما جاء في بانوراما الـ BBC  حق وصدق وأن ناجي العلي كان فنانا كبيرا وأنه مات من تلقاء نفسه، فكان هذا المسلسل خدمة جليلة قام بها الفن في دحر العدو واسترداد المقدسات، وهنا قام أبوطفزة  وهو يقول: ليسمع مني الأمير كليمات قلتها وانا خارج من الدنيا وداخل سينما النصر الأبدية حيث لا نور وضياء ولا عشب ولا ماء  إلا الصدق والهراء وحمامة على غصن عالي المسافة:

افترجي أزمة تنشدي     قد آذن شعبك بالبرص

غبذي نرجوه لمغتبص     فهنيئا للغبذ الخبص

حكامك شعبوب صرامطة  لايسلم مُلْك من نقصِ

مقالات ذات علاقة

رواية الفندق الجديد – الفصل الثامن

حسن أبوقباعة المجبري

رواية الحـرز (34)

أبو إسحاق الغدامسي

ذبابة منتصف النهار

محمد النعاس

اترك تعليق