هيفاء نورالدين
في دوّامة الحياة اليومية، نجد أنفسنا محاصرين بين واجبات لا تنتهي ورسائل تتكدّس، كما لو كنّا أبطال رواية لجين أوستن، حيث تُحاك المؤامرات الاجتماعية من وراء فناجين الشاي، وتُدار الحوارات ذات المعاني المبطنة عند عتبات المنازل.
ها هي السيدة ج. تهمّ بكتابة رسالة اعتذار عن تأخيرها في الردّ، لكنها تدرك أن تأخير الردّ نفسه قد أصبح جزءًا من قواعد اللعبة الاجتماعية، تمامًا كما أن السيد ف. يمرّ بجانب المخبز متردّدًا، متسائلًا إن كانت لفتة شراء الكعك اليوميّة قد تترجم إلى اهتمام مبالغ فيه.
وهكذا تستمر الحياة، بأبطالها الذين يراقبون بعضهم البعض من خلف ستائر النوافذ، وبصراعاتها التي لا تُحسم إلا عبر جملة لبقة أو نظرة خاطفة تكشف أكثر مما يقال.