نشر الزميل خيري جبوده عبر صفحته في الفيس بوك منشوراً أعجبني هذا نصه: “الاصدقاء الكتاب الشباب فى طرابلس، وكل الكتاب ومحبى الادب والفن، والثقافة والفكر، فى كل ليبيا.. اوجه اليكم دعوة بضرورة إنشاء صالون ثقافى بإسم الكاتب والفنان الكبير (رضوان بوشويشة) الذى لا يعلم الكثير انه من اندر القامات الثقافية التى انجبتها ليبيا خلال تاربخها المعاصر كله.. أدعوكم لهذه الفرصة التاريخية للنهل من كنوز تجربته الفكرية والثقافية والفنية القادرة على إحداث ثورة ثقافية حقيقية إذا تم الانصات بعمق ومحبة و إخلاص للضوء المنبعث من تجربته.”.
أنتهى المنشور الذي تفاعل معه الكثير من أصدقاء رضوان ومحبيه، وأثنوا على الفكرة، وتحمسوا لإنشاء الصالون الذي قد يفيد الثقافة الليبية ويبعت فيها النشاط، كما تفاعل أصدقاء جبوده بما كتبه وسجلوا اعجابهم به وصفقوا له وشاركوا المنشور، وهذا اقل مايمكنهم عمله، والدور الان على وزارة الثقافة، التي نأمل منها أن تتكرم وتنتبه لحالة رضوان الصحية، وتتفضل مشكورة بزيارته لتتعرف على ظروف حياته اليومية، فرضوان أولى وأجدر من غيره بأن يحض بإهتمام وزارة الثقاقة وكل الوزارات، التي ربما فاتها أن الكاتب والقاص والشاعر والفنان التشكيلي رضوان بوشويشه قيمة وكنز ثقافي يجب أن لا نتجاهله وهو حي يرزق، وتصفق وتطبل وتزمر له بعد ان يودعنا بعد عمر طويل.!!!
ولإن خيري جبودة أشار لتجربة رضوان الفكرية والثقافية والفنية، فلاباس من التذكير هنا بالقليل مما اعرفه عنه وعن تجربته القيمة، ولد رضوان في العزيزية في 27-3-1945م، وكان في طفولته وصباه يعزف على الناي، ولا يتوقف عن رسم وجوه معلميه بشكل كاريكاتيري، وبعد أن كبر رسم سراب الليل،وعام الثلج، ورسم (شرقي الكدوة) والكدوة هو الاسم القديم لقرية العزيزيه التي أترث ابداعه الفني وأترث فيه .وفي بداية الستينات القرن الماضي أثنى الشاعر الليبي علي الرقيعي، على بعض ماكتبه رضوان من قصائد نترية.
عاش رضوان سنوات في غرناطة في زنقة القديس أوغسطين، مقابل قصر الحمراء، وجنات العريف، وفي دبلن كتب رواية حمودة الزاهي التي تحولت الى مسرحية بعد سنوات، كما كتب القصة، ومعضم قصصه كتبها بالانجليزيه وترجمت الى العربية، وفي عام 1975 صدرت مجموعته القصصية الاولى (ملك الموت)، وبعد عشرين عام صدرت مجموعته الثانية (موجة حب إلى غرناطة) التي ترجمت إلى الاسبانية واودعت في مركز دراسات لبورخيس في بوينس ايرس.
جاب أستاذ رضوان العالم متنقلاً بين عواصمه ومدنه الشهيرة فزار برلين، وكوبنهاجن، ودبلن ولندن ومراكش، وغرناطة، وخلال هذه السفريات تعرف على أصدقاء والتقى بهم وتحدث اليهم، فصديقه فرانسيس بيكون الرسام العالمى الشهير الذي التقاه عام 1960ويقول عنه رضوان ”فرانسيس بيكون هو الذي رسم البابا على كرسي الإعدام الكهربائي”. وفي لندن تعرف رضوان على، المؤرخ البريطاني الشهير أ. ج. تايلور، المتخصص في تاريخ الحروب، ونشر مقابلة معه في لندن كما استأجر منه الطابق العلوي من بيته الكبير وكان رضوان يستخدم قارب (أ. ج. تايلور)، ومكتبته الضخمة. بينما كان تايلور يقوم بوظيفة جليس أطفال لابنته لفرح. ومن أصدقاء رضوان الشاعر الايرلندي شيمسي هيني والعالم الايطالي فابريتشيو موري،مكتشف الأكاكوس في ليبيا زكلاهما فازا بجائزة نوبل.
هذا بعض من الكبير رضوان الذي وصل للسبعين من عمره في غفلة منا، وفي غفلة منا نطالب الدولة الليبية بإنشاء صالون ثقافي بأسمه، وهي التي تتجاهل وتتغافل عن حقيقة ان ليس لرضوان بيت يأويه..!!!! فعجبي لبلاد تتنكر لقاماتها، ولكنها حتما ستنجب جيلا في زمن ما وسيصنع لرضوان محمد بولايحه بوشويشه تمثالا كبيرأ وربما من ذهب…!!!!
____________________
نشر بصحيفة فسانيا: العدد 199 – الاحد18-9-2016م .