حمزة الفلاح
لا أفصحُ عما يخالجني
هنا بصحبة الموتِ أحيا
علي هذهِ الارض لا شيءَ
يضاهي شُعوركَ أيّها الوحيـــد
وأنتَ تصافحُ النهايــة ولا تعبــرها
مقرّاً
معتــرفاً
أنكَ ستتقاطعُ عند نقطة التقاءٍ بها يوماً ما
هنا كعادتي أرتّبُ وقتَ كآبتي
كـــــل ليـــلة
أفرشُ طقوسَ احتضاري
معدّاً مائدتي الرخيصة بما أشتهي
قلم وكأس
بيتينِ من قصيــدةٍ علي ورقةٍ بيضاء
ونغم شفيف
يطفئُ وجعَ العمر في منفضة الغياب
كعادتي كل ليلةٍ أنامُ واقفاً
عينٌ تحرسُ أُختها
بالقربِ من نافذةٍ صغيــرة
طارداً نعاسي الخفيف
متصفحاً ظلّ زائري القادم
لأهجوهُ خفيةً قدرَ ما شئتُ
قبل أن يأتي متنكراً كعادتهِ
في صفيرِ قذيفةٍ
أو رصاصة
أو في صوتِ عربيدٍ يشتمُ البلاد
يدقُّ البابَ متمهّلاً
لا شيءَ يعكّرُ صفوَ مزاجهِ
يجلسُ مرتاحاً
مستهلاًّ حديثهُ وأنا أسكبُ الكأسَ الأخير
صاعداً لحدودِ ثمالتي عن الرفاق
الذينَ زفّهم للمقابرِ قبل عام
عن الصبية السمراء
التي امتزجت بطينِ الارض وترابِ الركام
في فاجعة الحيِّ القريب
هو لا يغيظني
هو يذكّرني فقط
لتدورَ الخمرُ في رأسي
وأبكي …