من أعمال التشكيلية الليبية .. مريم العباني
شعر

هامش في دفتر الاعتراف‮ ‬

حمزة الفلاح

من أعمال التشكيلية الليبية .. مريم العباني
من أعمال التشكيلية الليبية .. مريم العباني

 

لا أفصحُ‮ ‬عما‮ ‬يخالجني‮ ‬
هنا بصحبة الموتِ‮ ‬أحيا
علي هذهِ‮ ‬الارض لا شيءَ
يضاهي شُعوركَ‮ ‬أيّها الوحيـــد
وأنتَ‮ ‬تصافحُ‮ ‬النهايــة ولا تعبــرها‮ ‬
مقرّاً‮ ‬
‮   ‬معتــرفاً
أنكَ‮ ‬ستتقاطعُ‮ ‬عند نقطة التقاءٍ‮ ‬بها‮ ‬يوماً‮ ‬ما‮ ‬
هنا كعادتي أرتّبُ‮ ‬وقتَ‮ ‬كآبتي‮ ‬
كـــــل ليـــلة‮ ‬
أفرشُ‮ ‬طقوسَ‮ ‬احتضاري‮  ‬
معدّاً‮ ‬مائدتي الرخيصة بما أشتهي‮ ‬
قلم وكأس
بيتينِ‮ ‬من قصيــدةٍ‮ ‬علي ورقةٍ‮ ‬بيضاء‮ ‬
ونغم شفيف
يطفئُ‮ ‬وجعَ‮ ‬العمر في منفضة الغياب
كعادتي كل ليلةٍ‮ ‬أنامُ‮ ‬واقفاً
عينٌ‮ ‬تحرسُ‮ ‬أُختها
بالقربِ‮ ‬من نافذةٍ‮ ‬صغيــرة
طارداً‮ ‬نعاسي الخفيف
متصفحاً‮ ‬ظلّ‮ ‬زائري القادم
لأهجوهُ‮ ‬خفيةً‮ ‬قدرَ‮ ‬ما شئتُ
قبل أن‮ ‬يأتي متنكراً‮ ‬كعادتهِ
في صفيرِ‮ ‬قذيفةٍ
أو رصاصة‮ ‬
أو في صوتِ‮ ‬عربيدٍ‮ ‬يشتمُ‮ ‬البلاد
يدقُّ‮ ‬البابَ‮ ‬متمهّلاً
لا شيءَ‮ ‬يعكّرُ‮ ‬صفوَ‮ ‬مزاجهِ‮ ‬
يجلسُ‮ ‬مرتاحاً‮ ‬
مستهلاًّ‮ ‬حديثهُ‮ ‬وأنا أسكبُ‮ ‬الكأسَ‮ ‬الأخير‮ ‬
صاعداً‮ ‬لحدودِ‮ ‬ثمالتي عن الرفاق‮ ‬
الذينَ‮ ‬زفّهم للمقابرِ‮ ‬قبل عام‮ ‬
عن الصبية السمراء‮ ‬
التي امتزجت بطينِ‮ ‬الارض وترابِ‮ ‬الركام‮ ‬
في فاجعة الحيِّ‮ ‬القريب‮ ‬
هو لا‮ ‬يغيظني
هو‮ ‬يذكّرني فقط‮ ‬
لتدورَ‮ ‬الخمرُ‮ ‬في رأسي‮ ‬
وأبكي‮ …‬

مقالات ذات علاقة

حكايات مزينة

سراج الدين الورفلي

تـلَـــقٍّ

المهدي الحمروني

حين يأتي.. حين يمر.. ؟ !

الحبيب الأمين

اترك تعليق