قصة

جنون الحب!

 

ينقر بخفة على زجاج نافذتها، ترتسم على محياها ابتسامة، وتلتمع في عينيها البهجة، تدير ظهرها لكتبها المبعثرة على أرض الغرفة، وتتسلل في فستانها الوردي على أطراف أصابعها، تغافل والديها في المطبخ، تعبر الردهة، وتتوسل الباب الخارجي أن يكتم صريره.

بهدوء تجتاز العتبة، تغوص قدميها الحافيتين في عشب الحديقة المهمل، تهرع إليه، ترتمي في أحضانه، تغمض عينيها  في نشوى، ثم تسلم جسدها لقبلاته الباردة.

ترقص له في دلال، تضحك به في غنج، تتأوه منه في وجد، تفترش العشب مستمتعة بعبثه في كيانها، لكنه وكما حضر، رحل فجأة.

تسمع صرير الباب الخارجي:

– آية، آية، أين أنت ؟

تقترب من العتبة وهي تضم جناحيها إلى صدرها وترتعش، تضمها والدتها إلى صدرها وتقول في عتاب:

– يا مجنونة ستمرضين إن لم تتوقفي عن اللعب تحت المطر.

مقالات ذات علاقة

التاكسيستي

عزة المقهور

الرمل الخايب

محمد العريشية

الحاج مصباح

عبدالرحمن جماعة

اترك تعليق