توفيت سيدة المسرح الليبي الفنانة سعاد الحداد، الإثنين بعد صراع مع المرض، وسيشيع جثمانها اليوم من مقبرة «سدي حسين» في الهضبة بطرابلس. وبدأ صراعها مع المرض منذ العام 2014 الأمر الذي استوجب ترددها على المستشفى أكثر من مرة، لإجراء عملية سحب ماء من الرئة.
الفنانة سعاد الحداد تنتمي لواحدة من العائلات الليبية التي هاجرت إلى الشام في مطلع القرن العشرين، واستقرت مع عائلتها في حي المغاربة، كما هو الحال مع كثير من العائلات المهاجرة مثل عائلات الباجقني، وبن موسى والحمروني وغيرها، نظرًا لصداقة المخرج صبري عياد بوالدها ومعرفته بمدى ولعها بالفن، والتمثيل خاصة؛ حيث رشحها للمشاركة في مسرحية «قيس وليلى» التي كانت تستعد فرقة الفنان «حسين رياض» المصرية لتقديمها ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي.
عادت إلى ليبيا بعد انتهاء دراستها الثانوية في الشام العام 1965، وهو العام نفسه الذي تم قبولها فيه بمعهد جمال الدين الميلادي، ثم استمرت في مشاركاتها ما بين المسرح الوطني (وهي أحد مؤسسيه) والفرقة الوطنية وفرقة المسرح الحر ومع باقي الفرق الأهلية.
قدَّمت الفنانة القديرة سعاد الحداد كثيرًا من الأعمال المسرحية باللغة العربية، بداية من مسرحية «أهل الكهف» إخراج الفنان عمران راغب المدنيني مع الفرقة الوطنية في العام 1965 أيضًا.
تجدد دائم
خاضت منذ بداياتها أنواع الفنون كافة من مسرح ودراما تلفزيونية وإذاعة، وكذا عملت بالإخراج المسرحي والتلفزيوني والسينمائي والإذاعي. وحصلت على دورة في الإخراج العام 1968 نظَّمتها الإذاعة الليبية.
وبدأت في إخراج النشرات بالإضافة إلى بعض البرامج المنوَّعة، إضافة لمشاركتها في فيلم «تاقرفت» كممثلة شاركت كمخرج مساعد. وفي العام 1981 بدأت رحلتها مع الراديو من خلال قناة «صوت الوطن».
تعاونت مع غالبية مخرجي المسرح مثل حسن التركي ومحمد القمودي والأزهر أبوبكر حميد والطاهر القبايلي، والأمين ناصف وعمران راغب المدنيني وفتحي الكحلول وغيرهم.
من أعمالها المسرحية: «شجرة النصر» و«شكسبير في ليبيا» و«الصوت والصدى» و«راشمون» و«وطني عكا» و«حمل الجماعة ريش»، و«لعبة السلطان والوزير» و«غرام يزيد» و«العادلون» و«شركان في بيت زاره» و«السندباد» و«الزير سالم».