صدر عن دار “مداد” للطباعة والنشر والإنتاج الفني في ليبيا الطبعة الثانية من ديوان الشاعر مصطفى بن زكري الطرابلسي الذي يعد أول ديوان مطبوع من الشعر الليبي وبعد 121 عاما من صدور طبعته الأولى.
وقالت دار النشر في بيان وصل وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن الديوان الذي يقع في 96 صفحة من القطع المتوسط تمت طباعة النسخة الأولى منه في القاهرة بالمطبعة العثمانية عام 1892 ثم جاءت الطبعة الثانية لدار مداد للنشر والتي تعمل على نشر الكتاب الليبي وتقديم الثقافة الليبية بكافة ألوانها إلى متذوقي الأدب في الوطن العربي.
وفي مقدمة الديوان يقول مصطفى بن زكري “1853- 1917”: “هذا ماسمح به فكري من طرائف الأبيات الغزلية ولطائف النكات الأدبية ولا يغرك ما أدعيه ولست من أربابه وذويه فغاية مرامي ومرمى سهامي أن أرد من فم الأدب رضابه وأرتشف من راحة حبابة وأقرع باب معانيه وأسوم شباب أغانيه وأتضلع من محكم آياته وأستجلي مخدرات نكاته ولا أدعي مجارات فرسانه بغروري وكيف وأنا أتعاثر في ذيل قصوري.
ويضيف صاحب الديوان في مقدمته: “ولما تفقدت شواردها وتقفيت أوابدها صادفت جل الأبيات في جب الخمول مقبورا وقد أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا”.
ويتابع “وحذرا من ضياعها ودثور رقاعها طفقت أجوس مفاوز أفكاري وأطارد شوارد أوطاري إلى أن ظفرت ببعضها وقمت بقضاء فرضها فركضت جواد أقدامي وفوقت سنان أقلامي وثنيت عنان البنان إلى ميدان الطروس وأدرت من بديع المعاني ألذ الكؤوس واعتبرت في الترتيب البحور دون الحروف وإن كان غير المألوف لكي لاتذهب عند القراءة طلاوة الإتصال بوحشية تباين الأوزان والانتقال”.
ويشتمل الديوان على عدد من القصائد الشعرية التي يتجاوز عمرها المئة عام من ضمنها قصائد شعرية لغوية على غرار ألفية ابن مالك وضعها في أبواب.
وولد مصطفى بن زكري في طرابلس ودرس بجامع عثمان باشا وجامع شائب العين في طرابلس وتعلم اللغة التركية والفرنسية حيث سافر إلى مصر والحجاز وبعض دول أوروبا ونشر إنتاجه الأدبي والشعري في عدد من الصحف التي كانت تصدر آنذاك في ليبيا مثل جريدة الترقي وعمل بالتدريس ثم التجارة وتولى ادارة مكتب الفنون والصنائع بطرابلس في عهد رجب باشا الحاكم العثماني في هذا التوقيت.