طيوب النص

لازهانيا

من أعمال التشكيلية الليبية .. مريم العباني
من أعمال التشكيلية الليبية .. مريم العباني

ذلك الشيء الذي أسمه ثقل ..يجثم أين يشاء على رف القلب المغبر ، وفي فجوات النهار الكثيرة وفي ضجيج الشارع
حيث الكل يصنع ليبيا الجديدة على طريقته
وعلى أنقاض حرب لا تزال تحت الرماد .
ذلك الشيء يتعاظم ، يمضغ الوقت ويلفظه سريعا
نفسه الوقت المهدور بين جدران الكآبة كأن العمر خلق ليذوب متلاشيا بين أركانها
من بعيد اسمع أصوات السيارات والناس التي تتزاحم ولا تتراحم
ولكن الحمام في ميدان الشهداء صار يألف المارة
ونافورة الغزالة تتكئ على أحلام البلاد
اليوم والأمس وغدا مدفوعة بما لا يطاق من كل شيء .. أحدق في المرآة أرى وجها شاحبا وملامح باهتة ونظرات مكسورة .. تمر أيام ولا اضحك بل لا ابتسم أحيانا .. ا لوقت جبل مربوط بكاهلي الذي بدا ينؤ .. والأطفال لا يرحمون تزداد شقاوتهم ويتعاظم ضجرهم ..
أحيانا احلم بأني أحلق بعيدا ..أجلس في سهل خرافي عشبه يغطيني أو على حافة نهر صغير .. أفيق على ضجيج ومطالب لا تنتهي ..
آذان المغرب وصليل بنادق يتزامن معه . . يشترك الجميع في الزعيق من صباحات مطعم البيض وحتى شواء المساء الكريه .. كل ذلك يدخل عنوة عبر نوافذك إلى بيتك وحواسك يضع بيوضه المقززة في كل مكان .
الدورة القمرية مدماة تجر جسدي إلى مزيد من الوهن والتوتر حيث البكاء مقترح كل شرود .. الدوار يربك خطوتي والنوم مستحيل ماداموا يقظين .. حاولت أن أغفو ألقيت بتعبي على الفراش ..جاءتني طفلتي رؤيا وأخذت تهزني وترفع يدي وانأ متلاشية ومغمضة العينين تسألني الصغيرة فزعة : ماما أنت “مايتة” تقصد ميتة ؟؟ افتح عيني واغتصب ابتسامة لتهدئتها .. في الحقيقة نعم
ولكن مازال طفلي آسر ينزل كل يوم إلى الدكان ليجلب الجيلاتي والشيكولاتة ، يصنع قناع القلب بعيون مفتوحة ويجلب مخلوقات الفضاء إلى ورقته
ورؤيا طفلتي العنيدة الشرسة.. الرقيقة .الشاعرة.. المشاغبة ،الرسامة، الممثلة الراقصة و الحنونة التي أكملت المعجون وماء الحنفية احتفالا بالفرشاة الجديدة ..
آسر يزعق يريد “اللازهانيا “يقصد لازانيا ولو صنعتها لطلب شيئا آخر .!!
القصيدة نائمة
وأنت بعيد
تعال وإلا قتلتك ..
2012

مقالات ذات علاقة

عودة

المشرف العام

الصحافة الثقافية الليبية في سيرة إدريس المسماري

المشرف العام

الحائطية (4)

محمد النعاس

اترك تعليق