دراسات

التعبير علي صفحات التواصل الاجتماعي الليبي .. مرده وطرق الاستخدام

الفيسبوك

الترسانة الإعلامية السابقة ومشهد من استبداد السلطة الرابعة

” الممنوع يبقي مرغوباً ” هذا هو صلب الموضوع الحاصل في دولتنا ليبيا فالثورة لم تقتصر على الجبهات والمقاتلين بشتى أنواع الذخائر والأسلحة. الثورة بدأت بمشاعر غاضبة كذلك ، كان قد دفنها في صدور أصحابها النظام المستبد السابق. قد يبقي الموضوع مثيراً للجدل جراء التقلبات الحالية في البلاد.

لكن أن تبقي ترسانة الإعلام الليبي عاملة بنمطية واحدة وبإدارة إعلامية ممنهجة ومهمشة لثقافة الإختلاف والإبداع بطرق غير مرئية ليصل الأمر إلى استحداث جهاز يسمى (جهاز مكافحة النجومية ) هذا هو أشد أنواع الاستبداد وسلب الحريات في بعض صوره.

لقد كان النشر في ليبيا مقتصراً وحتى ظهور مايعرف بالتوجه لبرنامج مايسمى ( ببرنامج ليبيا الغد ) مقيتاً حتى وإن أظهر مروجوه من الشباب حماسة ولينعتوه بالبرنامج الإصلاحي.

فاذا ما أردت أن تنشر موضوعاً مخالفاً بالتميز والإبداع حتى ، فستجده منشوراً باسم مكتب الصحيفة كذا في المدينة كذا أي أن الحقوق الفكرية لصاحب الموضوع الأدبي أو الإعلامي أو التوعوي التثقيفي لن ينظر إليها.

حقيقة لا تستطيع تأمين قوالب الفكر لديك لتخرج إلى المتلقي بأمانة فقد يتحور النص القصصي إلى مسرحية كوميديا وكيف تسرب بسرعة ؟ هذا هو مغزى الموضوع.

أوأن تُنتقى مفرداتك الجميلة والتى زينت بها نصوصك القصصية فستجدها مستخدمة فجأة من طرف المكتب الذي قمت بتسليم مخطوطك اليه.

أو أن تجد مقترحاتك يتكلم بها مدير مكتب ابن الرئيس السابق وبحذافيرها.

أو أن تجد عباراتك الفلسفية التي بعثت بها الى تلك الصحيفة وقد انتشرت هنا وهناك والأدهى أن تجدها منشورة باسم آخرين تحت عنوان مختارات.

كل الصور الخفيفة التي ذكرت تبقي ذات وطأة باهتة على صاحبها اذا كان يستطيع أن يُدير ظهره إلى اتجاه أخر ليمضى حياً بمهنة أخري.

أما إذا كان المعوق ضحيته شخصا لا يملك إلا تفكيره وقلمه فسيكون هذا الشخص بائسا اذا لم يكن مسجونا أو مقتولاً سيكون كئيباً منتظرا لحضه حرية وكأنه ذاك المارد المسجون في قنينة.

ولنعود إلى الثورة فقد بدأت بثورة الكترونية كسرت نمطية النشرـ وأتذكر أن احد الكُتاب المناهضين بقلمه وفكره للقبضة الإعلامية الحديدية حاول أن ينشر مجموعة قصصية عن الحب والزواج لينقل المشهد السائد من مشاهد القبض والسجن للشباب المتدين تدريجيا فرفض مدير موقع ليبي الكتروني مختص بالثقافة والإعلام أن ينشر تلك المجموعة القصصية بحجة أن أولوية النشر لمواضيع تختص ( بمكافحة الزندقة والزنادقة ) هذا ماكان ، قبل أن ينتشر استخدام شبكة التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ).

بدايات استخدام الشبكة العنكبوتية في ليبيا :-

مع بداية استخدام تقنية الإنترنيت خارج نطاق مكاتب عمل محددة (مكاتب حجز تذاكر السفر والسياحة) أصبحت ثقافة قضاء الوقت في ما يسمى بـ (مقاهي الأنتريت ) متنفساً وحيداً لنشر المخرجات الأدبية والإعلامية وتكوين علاقات إعجاب وتواصل وبناء مشاعر الثقة والمتبادلة بين صداقات نامية يجذبها ويغذيها كيمياء القلم.

بدأت عن طريق غرف الشات الياهو بسلبياته وايجابياته فكل مشترك فى حساب الياهو يعبر بطريقة تعكس مابدواخله من قيم أو منطلقاً من مبادئه التي يتمسك بها.

ثم تطورت برامج الانترنيت لتفسح المجال أم المستخدم عبر روزنامة تتنامي في التطور فيما يختص بالاتصالات ( قوقل / ياهو / فيس بوك / تويتر / قميل / الخ )

هنا في ليبيا أنطلقنا في التمتع بحرية التعبير بفضل منظومة الياهو والياهو ماسنجر عبر منظومة القوقل الواسعة الانتشار العالمي لنجد أنفسنا في جنة الاتصالات ( عالم الفيس بوك والإنترنيت ) بأفضلية المستخدم القيميل كمستخدم أسهل من المستخدم الياهو وببرامج مساعدة توفر الوقت والمال ) ولنجد أنفسنا وقد أفلتنا من قبضة الإعلام السلطوي المحكم ومقص الرقيب الذي استبد ضد المبدعين مع صدور صحيفة الرقيب مطلع السبعينات وتزامناً مع خطاب النقاط الخمس زواره ومايعرف بالثورة الثقافية والتي طبقها رجال النظام السابق الذين امتهنوا مهن اقصائية للمبدعين ، فقد وجدناهم هم أنفسهم ( مدراء مكاتب إعلامية / مدراء مكاتب ثقافية / رؤساء تحرير صحف ومجلات ، مدراء مراكز ثقافية / مدراء قنوات مسموعة / مدراء مواقع الكترونية / وأخيرا الجيش الالكتروني ) الذي اتمني أن لا يكون قد تسرب مستفيداً من خبرته قي استخدام التقنية ليكون هو من يمتهن مهن ( الراصد الالكتروني لمجلة كذا وكذا / أو إدارات النشر الالكتروني للمنابر الإعلامية تلك أو تلك / ووكلات الأنباءالفلانية / وأدمن الصفحات الإعلامية الالكترونية العلانية / أو حتى مُستقبل البريد الالكتروني للصحف والمجلات / الخ ) فإذا كانوا هم وقد تسللوا إلى هذه المفاصل الإعلامية فسنكون قد وضعنا رؤوسنا من جديد تحت رحمة مقصلة الرقيب المستبد.

أمسي الليبيون يمارسون حرية التعبير تدريجياً ويبدلون المشهد الإعلامي و الثقافي في وجود التغييرات التقنية الالكترونية العصرية التي أجبرت العالم على التغير وبالتالي أصبح الكل باستطاعته أن يعبر عن ذاته بالطريقة التي يحبذها.

الليبي الآن تحكمه شبكات التواصل الاجتماعي، وما كان صعباً قبل التغيير الحاصل في ليبيا جراء تفشي ظاهرة الوشاية من طرف المخبرين الالكترونيين ثم الجيش الالكتروني أبان الإقتتال ، بات الآن أسهل وأبسط في بداية عمر البناء للدولة الليبية الحُلم.

التطور في استخدام لغة العصر (صفحات الفيس بوك) :-

ومع مرور الوقت أصبح التقني الليبي أكثر ثقة ونضجاً باستخدامه لتقنيات العصر ومن بينها شبكة التواصل الاجتماعي فبعد أن بدأ استخدامه باسم مستعار أو تمكنه من استخدام مايعرف بالفيس بوك بأكثر من حساب واحد تطور الإستخدام إلى تكوين صفحات فرعية ذات خصوصية من حسابه الشخصي الوحيد وتمكن من التمتع بالمزايا العديدة والمتجددة ( كإنشاء مدونات / وصندوق الحوار وإنشاء صفحة جديدة / إنشاء صفحة للدعاية / الانضمام إلى مجموعات تحمل نفس الخصوصية في العالم تحت إي مُسمى كرابطة مثلاً أو صالون ثقافي / تدشين صفحات تهتم بالمسابقات / ومزايا المكالمات الفيديو / والتسجيل والتصوير الخ من المزايا المتجددة والتي يُتيحها لنا الاستخدام الأمثل لتقنيات العصر.

الفيسبوك وإشكالية الاحتيال

إن استخدامات شبكة التواصل الاجتماعي لا يمكن فصلها عن الميولات الإجرامية لبعض الأفراد فمثلما للعالم الافتراضي ايجابياته فكذلك هو يزخر بالسلبيات وأشهرها عمليات ضرب المواقع بما يعرف بالهكر الذي وكذلك عمليات النصب الذي يبدأ بالدخول باسم مستعار أنثوي والذي هو شائع بدرجة كبيرة أو يتطور إلي تصوير مقاطع للمتحدث وإجراء عمليات مونتاج للقطات فاضحة تذهب بالمجني عليه إلي عمليات الابتزاز والتشهير أو الإغلاق جراء البلاغات الكيدية الخ .

الفيسبوك وسبل التحصين الممكنة

يستطيع الفرد المتمتع باستخدام مزايا تقنيات العصر وشبكة التواصل الاجتماعي أن يُحصن نفسه جراء سلبيات استخدام الغير، بطرق متعددة ومنها ( استخدام بريد الكتروني واحد / استخدام حساب واحد / عدم قبول أسماء مستعارة مشبوهة /استخدام بطاقة الإئتمان (الفيزا كارد) ).

مقالات ذات علاقة

عروض الخليل بين جدل ومحاكمة نقاد العصر

عادل بشير الصاري

زمن‮ ‬الرواية الليبية‮ ‬

رامز رمضان النويصري

ليبيا واسعة – 5 (رشتة)

عبدالرحمن جماعة

اترك تعليق