دخيل الخليفة | الكويت
نَزِلٌ على الإيقاعِ في هذا الضياع، يجُرُّني من ياقَتي نحْوَ المُدوّرِ من تباريحِ الكلامِ، أجرّهُ من غفْوةِ التاريخِ في أفياءِ عاشقةٍ تهيمُ بعاشقَيْنِ.
«ما يسْتَوي البحْرانِ» هذا خطَّهُ الضلّيلُ في حلَكِ الرّمالِ، وذاكَ ذوَّبَ قلبَهُ في الرّافدَينِ.
إن كُنتَ بحراً للكلامِ، أنا مياهُكَ أيّها المغْزولُ من دمْعِ الأنامِ، وصرْتَ فيَّ غمامةً رتقَتْ أنايَ بضفّتَيْنِ.
الماكِرونَ بسحْرِهم مرّوا عليكَ، حِبالُهمْ تسعَى لِتفْتِنَ أعينَ العُشاقِ، ثم تفَقّدوا ظلّي ببابِكَ قلتَ: «تاهَ على المَمرِّ الساحليّ».. وأنتَ عَيْني!
وبحثْتُ عنّي في سَرابِكَ، خلْتُني مجنونَ ليلى هائماً بينَ القوافي، لا يرَى امرأةً سوَى أنْثَى قصيدتهِ، تسُوسُ بقلبهِ وتصيحُ: أيْني؟!
وأنا وأنتَ إلى الخُصوبةِ جائعانِ كعُشبتَيْنِ تُغازلانِ سحابتَيْنِ.
وتزورُني سهْواً، كأنَّ الريحَ في كفّيْكَ ترسمُ نفسَها طيراً، يُمشِّطُ ريشَهُ فرَحاً، تبلّلهُ تحيةُ نخلتَيْنِ لعابرَيْنِ.
يتَسامَقُ الموتَى بقلبِكَ، لا تسَلْ عن فَيْضِ غُربَتهِم هناكَ، فأنتَ سيّدُ حُزنِهم، يا أوّلَ الأحْياءِ في النقْشِ القديمِ، وآخرَ الماشينَ في نعْشِ الزّمانِ، تعالَ كي نسْتَنْشقَ المعْنَى بقلبِ صَبيّةٍ نسِيَتْ ملامِحَها على درْبِ الحبيبِ، فكنْ لها كوخاً وحلْماً أيّها المهْووسُ بالأحياءِ والموتَى، لترْبَحَ بعْدَ غفوتِها هِيامَ جديلتَيْنِ.
«ما يسْتَوي البحْرانِ».. أنْتَ ابنُ السلامِ وقائدُ الحرْبِ الجَسورِ، ومَن يُربّي الجنَّ بينَ أناملِ الشُّعراءِ ترْسمُ كوكَبَيْنِ..
آخيتَ معْنَى الضدِّ في حرْبِ السلامِ، الرايةُ البيضاءُ والسوداءُ والحمراءُ والزرقاءُ.. تجْمعُها ابتسامةُ خوذَتيْنِ..
«ما يسْتَوي البحْرانِ» فيَّ، يضجُّ بي ألمٌ فتشمَخُ حائلاً بيْني..وبيْني!
وأنا سليلُكَ أصقلُ المعْنَى من اللاشيء، إنكَ قاتلي وضحيَّتي.. في الحالتَيْنِ!
من مجموعتي (ورد أسمر يملأ رئتي)