طيوب عربية

ذات صباح

من أعمال الفنان "مفتاح الشريف"
من أعمال الفنان “مفتاح الشريف”

استيقظت ذات صياح
على هديل حمام
استهوته خدعة وضعتها
على الشباك
أزهار وورود من
صنع يد إنسان
لا بذور لها لا رائحة
بلا روح جميلة
وهذا شيء في زمننا
عهدناه
أردت أن أصنع لنفسي
يوما جميلا كما يقال
لم أنتظر من أحدهم رسالة
كما كنت أفعل
ذات عمر ماض
ابتسمت لهاتفي
ومعه تحدثت طول الصباح
لكن ظني خاب فيه
كما الإنسان
ورودا أخط له
ويأتيني بالويلات
أخبار بائسة هنا وهناك
ظننت لوهلة أني أتصفح
عالم الحيوان
أم رمت بأطفالها
من الشباك
وابن قتل أباه
وأقام على قبره
احتفال
شباب في عمر الزهور
بحثوا عن إكسير الحياة
بجرعة وبسرعة
أنهوا المشوار
مدينة عريقة
تعشقها الأنفاس
نسماتها طيب
من أزكى الأرواح
مهد العلم والعلماء
أميرة جميلة
سباها غدر الزمان
استفحل فيها الألم
تاريخها التهمته ألسنة النيران
أخاف أن أصحو ذات صباح
ولا أجد صرحا
يشهد جنوني
حين أغار
أو طفلا أحكي له
عن أمجاد فاس
وقت المنام
أو شبابا أزرع في قلوبهم الحماس
ليدافعوا عن قضية
توارت عن الأذهان
قضية حب وطن
رايته ترفرف تخليدا
لدماء الشهداء
لنجمة خضراء
حضنها أبي مع باقي
القوات
وهو يطأ رمال الصحراء
رفرف الحمام من حولي
كأنه قرأ معي الأخبار
وأسقط من يدي هاتفي
الجوال
تناثرت شظاياه
أين باقي الأخبار؟!
إنه صباح جميل
هل تقبلين دعوتي
على فنجان قهوة
مؤجل منذ عامين
أما حان موعد اللقاء؟!
لوحت لصدى الصوت برأسي
نعم صديقي سأصنع لنفسي
صباحا جميلا
وأترك باقي الأخبار
ترويها قلوب عجاف
تتسابق على كسب أصابع الإعجاب
بصور خادشة للحياء
سأشرب فنجان قهوة
هذا الصباح
فمنذ عامين لم يتجاوز
سقف أمنياتي سوى
صباح جميل
بنكهة البرتقال
أبيض الصفحات
معك صديقي وبلا أخبار

مقالات ذات علاقة

أزمنة السبي

المشرف العام

“الروايات التي أحب”.. هل أصبح الأدب الخيالي أكبر مصادر المعرفة للأجيال الجديدة؟

خلود الفلاح

جائزة الشيخ زايد للكتاب تستعد لإعلان الفائزين في دورتها العاشرة ثقافة

المشرف العام

اترك تعليق