النقد

قراءة في كتاب ليبيا والجزيرة نت

 

ا.د. عابدين الدردير الشريف*

يعد هذا الكتاب  والمعنون بـ(ليبيا والجزيرة نت) لمؤلفه الأستاذ جلال محمد عثمان، من المؤلفات القليلة والمتخصصة في فرع من فروع المعرفة العلمية الحديثة، ألا وهو مجال الانترنت واستخداماته في نشر الأخبار والأحداث الدولية حال حدوثها.

وتكمن أهمية (موقع الجزيرة نت) في كونه وليد أمرين اثنين، الأول الشبكة الدولية للمعلومات، (الانترنت) بصفة عامة، والثاني بكونه وليد قناة الجزيرة الفضائية الإخبارية بصفة خاصة، فلولا الشبكة الدولية للمعلومات ما كان هذا الموقع، ولولا قناة الجزيرة الإخبارية ما كان هذا الموقع يرى النور.

والجزيرة نت هو موقع تابع لشبكة الجزيرة التي تعد خدمة إعلامية عربية الانتماء عالمية التوجه، شعارها الرأي والرأي الآخر، وهي منبر تعددي ينشد الحقيقة ويلتزم المبادئ المهنية في إطار مؤسسي، وكما تقول أدبيات شبكة الجزيرة، يسعى (موقع الجزيرة نت) إلى نشر الوعي العام بالقضايا التي تهم الجمهور، ويسعى ويطمح إلى أن يكون جسراً بين الشعوب والثقافات ويعزز حق الإنسان في المعرفة وقيم التسامح والديمقراطية واحترام الحريات وحقوق الإنسان، ويعد موقع الجزيرة نت أول موقع رئيس للأخبار باللغة العربية على شبكة الانترنت.

إذاً الجزيرة نت من المواقع الإخبارية العربية الرائدة في مجال النشر الالكتروني على الشبكة الدولية للمعلومات وبشكل متخصص في مجال العمل الإخباري حيث يوظف ويستخدم كل الأساليب الإعلامية والاتصالية والتقنية الحديثة وهذا ما جعل له القدرة الفائقة على التغطية الصحفية الفورية والحية والعميقة لمعظم الأحداث والقضايا الدولية ساعة وقوعها، مما جعل الجزيرة نت في مواكبة مستمرة وعمل دؤوب على مدار الأربع والعشرين ساعة.

والكتاب (ليبيا والجزيرة نت) يحاول دراسة ومعرفة الكيفية التي عالج بها موقع الجزيرة نت الإخباري القضايا والأحداث الليبية ومعرفة الأسس والمعايير التي اعتمد عليها في هذه المعالجة وكذلك تحديد المصادر التي استقى منها الموقع أخباره عن ليبيا.

الدراسة التي احتوى عليها هذا الكتاب كانت على هيئة أو شكل دراسة تحليلية ميدانية في الفترة من 1\1\2006 م إلى 31\12\2006 م الجانب التحليلي منها ركز على تحليل مضمون القضايا والأخبار المتعلقة بالشأن الليبي والجانب الميداني منها تمثل في مقابلة القائم بالاتصال في هذا الموقع الإخباري.

هذا الكتاب بالأسلوب الذي عرضه المؤلف، يساعد القراء والمتخصصين في مجالات العمل الإخباري عن الانترنت ويمكنهم من دخول عالم صياغة ومعالجة الأخبار والقضايا الدولية على المواقع الإخبارية على الشبكة ويستمدون من تجربة وخبرة القائمين على موقع الجزيرة نت الكثير من الأمور في هذا المجال حيث يأخذ بيدهم في جولة نظرية وتطبيقية.

والكتاب بحق يمثل إضافة علمية، مهمة وفريدة للمكتبة العربية بعامة والليبية بخاصة في حقل التحرير الإخباري على مواقع الانترنت.

ويحسب للمؤلف هذا الجهد العلمي الكبير فلأول مرة تخرج من ليبيا دراسة علمية تطبيقية عن موقع (الجزيرة نت) الإخباري وتحديد تناوله للأخبار والقضايا المتعلقة بالشأن الليبي، فقد استعرض المؤلف بشيء من التحليل والتعليق والتفسير والدراسة التحليلية، والميدانية نبذة عن نشأة وتطور الشبكة الدولية للمعلومات وبصفة عامة وعن موقع الجزيرة نت بصفة خاصة وتحديداً عن أهدافه وسياساته وأخيراً التطبيق العملي بشقيه التحليلي والميداني للأخبار والقضايا الدولية ذات العلاقة بالشأن الليبي المنشورة في الموقع خلال عام 2006م وكيف انتقى وعالج وصور ووظف ونشر القائم بالاتصال بالموقع هذه الأمور التي لها علاقة بالشأن الليبي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والثقافية ..الخ، وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي.

ما سبق عرضه جعل من هذا الكتاب يظهر بالشكل الشبه كامل ويجعل من يقرأه يعتبر بلا شك مجهوداً ومرجعاً علمياً ضخماً في هذا المجال.

باختصار شديد يعد هذا الكتاب من المؤلفات العربية القليلة عن موقع الجزيرة نت الإخباري حيث خاض مؤلفه في فرع من الفروع العلمية والفنية الحديثة وذلك على نحو ما أكده المؤلف في كل مباحث وفصول هذه الدراسة التي احتوت على أربع فصول تضمنت المداخل والتعريفات النظرية للانترنت، ونشأتها وتطورها والعوامل التي أدت إلى ظهورها ..الخ.

وكل ما سبق تم عرضه وصياغته بشكل تحليلي ربط بنماذج تطبيقية عن الأخبار والقضايا الليبية.

في الختام نأمل أن يحقق هذا الكتاب الدور المنشود في تحقيق عالم جديد في نشر الأخبار عبر الشبكة الدولية للمعلومات (الانترنت) أي الصحافة الالكترونية والتي ربما ستكون في المستقبل البديل عن الصحافة الورقية التقليدية، كذلك آمل من الباحث الاستمرار مع رفاقه في تطوير المجتمع الليبي ورسم طرق وآفاق المستقبل أمامه في ظل عصر العولمة والتدفق السريع للمعلومات من جراء التطور التقني الهائل.

_________________________

* أمين اللجنة الشعبية لكلية الآداب والتربية بجامعة ناصر الأممية.

مقالات ذات علاقة

(أثوابُ الحُزن) للشاعرة هدى السراري

يونس شعبان الفنادي

ألهميني، غنوة الفجر الذي لابُدّ آتٍ…

حواء القمودي

الشاعرة عائشة بازامة.. أنا ونفسي.. ذاتية الخطاب وعموم الرسالة

مفتاح الشاعري

اترك تعليق