الكاتب مفتاح قناو
متابعات

مفتاح قناو: يجب على المجتمع المدني القيام بدوره في حل الأزمة الليبية

ليبيا المستقبل

الكاتب مفتاح قناو

ينكب المحامي والقاص الليبي، مفتاح قناو، منذ فترة على اعداد رواية جديدة، ستتناول الاوضاع السياسية التي شهدتها وتشهدها ليبيا الان، الى جانب الظروف الاجتماعية فيها، هذا بالاضافة الى أنه يعتزم إصدار كتابه “حكايات مواطن ليبي”، الذي جمع فيه نحو 64 مقالا نشرهم في صحيفة “أويا” (2007)، على مدى 3 سنوات، والتي تناول فيها حكايات حدثت لمواطن ليبي واحد باسلوب فكاهي جميل، غيرأنه ينتظر انتهاء الاشكال القانوني الواقع بينه وبين المؤسسة العامة للصحافة جراء عقد قانوني بينهما.

وتأتي أعمال قناو التي يتنظر أن ترى النور في المستقبل، عقب مجموعته القصصية الاخيرة، التي صدرت عن مجلس الثقافة العام في اواخر ديسمبر2009، وفي هذا الاطار اوضح القاص، مفتاح قناو، في تصريح خاص لـ”ليبيا المستقبل”، اليوم الثلاثاء، أن “عودة القصير” هي “مجموعة قصصية جمعت مجموعة من القصص اغلبها من واقع الحياة، والقصة الرئيسية فيها هي عودة القيصر، الامبراطور الروماني، سيبتموس سيفيروس، الذي ولد بمدينة لبدة، 3 كيلو مترات شرقي مدينة الخمس، التي تبعد 120 كم شرق العاصمة طرابلس، وكان يوجد له تمثال منذ العهد الملكي في الميدان الرئيسي (ميدان الشهداء) بطرابلس، بعد 1969 بعدة سنوات، اي عقب انفراد معمر القذافي بالحكم في البلاد، قام بتحويله الى مسقط رأسه”، وتخيل قناو في هذه القصة عودة الامبراطور الى المدينة، وقيامه بجولة فيها، أين تفاجأ بالتغيير الذي شهدته في غيابه. وصار يقارن بين الماضي والحاضر الذي لم ينال اعجابه”، ليقرر بعدها الهجرة الى بلد اوروبي، نظرا لان البلاد التي يعيش فيها لم يعد يطيب فيها العيش”، مشيرا إلى انه “كتبت هذه القصة عندما كانت ليبيا تعيش حصار جوي وكانت الرحالات فقط عبر البحر. وفي رمزية هذه القصة أن البلاد اصبحت خراب ولم تعد صالحة للعيش، لكن في طياتها دعوة للاصلاح واعادة البناء”، حسب تعبيره.

وبشأن النصوص الشعرية للشاعر الليبي الراحل “لطفي عبد اللطيف” التي تناولها في عدة منابر ثقافية على غرار محاضرته التي حملت عنوان “لطفي عبد اللطيف… شاعر الألم الكبير” وتحدث فيها عن جزئية الالم في قصائده، يؤكد القاص والمحامي الذي يعتبر مهنة المحاماة “رسالة يتم من خلالها الدافع عن المظلومين وتستعيد حقوقهم”، أن تناوله للنصوص الشعرية لهذا الشاعر، كانت بسبب الابداع الذي وجده في اشعاره وعلمه بالظروف التي كتب فيها عبد اللطيف أغلب قصائده، قائلا “عبد اللطيف كان صديقي والحالة الابداعية تفرض نفسها، وكنت اعرف جيدا الظروف التي عاشها والتي كتبت فيها اغلب قصائده، واردت التطرق لنصوصه الشعرية لانها جيدة جدا وجميلة وفيها من الابدع الكثبر”.

ويرى مفتاح قناو، أن النخبة المثقفة في ليبيا رغم تأزم الوضع في البلاد، تبذل في جهود كبيرة وان هناك مجهودات ملحوظة على الساحة الثقافية في طرابلس وبنغازي وغيرها من المدن الليبية، وهناك جمعيات ثقافية تحاول بدورها العمل على تنشيط الساحة الثقافية، مثل: الجمعية الليبية للاداب والفنون في طرابلس وجمعية ثقافية اخرى موجودة في بنغازي”. وشدد في هذا السياق، على ضرورة وجود حل سياسي في المرحلة الاولى، ثم تأتي المشاريع الثقافية، مقرا بأن “الشارع الذي وصل فيه الامر الى التقاتل بالدبابات لا تنفع فيه المشاريع الثقافية” دون وجود استقرار وامن في البلاد. وبين أن “تنظيم نشاطات ثقافية الان يلزمه الشجاعة والمخاطرة جراء الانفلات الامني، مؤكدا “انقسام النخبة الثقافية جراء الانقسام السياسي، حيث تجد مثقفين يدعمون حفتر واخرين مع الاسلاميين وهناك مثقفين محايدين، فالازمة السياسية القت بظلالها على المشهد الثقافي لذلك لا يوجد موقف موحد لدى النخبة الثقافية”، حسب قوله. وأشار إلى أن النخبة الثقافية “حاولت الا تظل مكتوفة الايدي خلال الازمة التي تعيشها البلاد، وذلك من خلال الانخراط في العمل السياسي بشكل ثقافي، فهناك بعض المثقفين الذي يشاركون بصفة محايدة ومستقلة في بعض الحورات السياسية الداعمة للاتفاق السياسي او اتفاق الدستور، نظرا لانهم محايدين ومستقليين ولا دعمون طرف عن اخر، فمساهتهم تكون بناءة ومفيدة وفيها مصلحة عامة”.

وبشأن الوضع المتردي والمتأزم الذي تعيش على وقعه ليبيا، قال قناو “ليبيا بلادنا وليس لدينا اي مكان اخر نذهب اليه، ومهما كان شكل الوطن والوضع الذي تعيشه ليبيا تظل وطننا ولا مكان لنا غيره، نحن لا نملك ليبيا ثانية، نعرف الوضع جيدا ونعايشه بألم لكن لا مكان لنا غيرها حتى ولو كان وضعها سيئ”، مضيفا نعمل بكل قوة لاعادة البناء والاصلاح ولدينا من الامل الكثير لايجاد التوافق والخروج من الوضع الراهن. وأكد المحامي الذي أقر بتردي وضع المحاماة في ليبيا عقب ثورة 17 فبراير، ان “المجتمع المدني هو الحل في ليبيا الان”، موضحا بالقول “المجتمع الرسمي مفكك، رغم وجود حكومات وبرلمانات، الجمعيات الاهلية بامكانها المساهمة والمساعدة، مذكرا في هذا الاطار بالتجربة السنوسية ونجاح محمد السنوسي الذي قدم من الجزائر الى مدينة برقة عندما كان متجها لاداء فريضة الحج، في توحيد قبائل برقة المتفرقة انذاك، مشيرا إلى أن “العمل الاهالي حتى لو جاء على نطاق ضيق فانه مهم، مثال الجمعيات الثقافية ودورها في تنشيط واحياء الساحة الثقافية الليبية”. ودعا اللببيين إلى التخلى عن التفكير في المصلحة الشخصية، والتفكيرالسلبي وتكريس كل اهتماماتهم في مصلحة الوطن لاعادة استقراره وبناءه لانه يحتاج لتضحيات كبيرة.

 

مقالات ذات علاقة

الباحث أحمد دعوب: قضية نقاء التراث الغنائي مسألة شائكة

مهنّد سليمان

إنطلاق مهرجان المسرح العربي “أنا الأستاذ.. أنا المسرح” بطرابلس

المشرف العام

انطلاق الفعاليات المصاحبة لاحتفالية التشكيل بالجامعة الدولية

المشرف العام

اترك تعليق