من أعمال الفنان التشكيلي علي الزويك
شعر

الدمُ لا لونَ له

ZWIK_01

أقولُ: سلامًا لبلادٍ
أهبٌّها روحي
فتهبنِي ركنًا قصيًا.

أخربشُ خطاً مستقيمًا
وأكتَشف للظلمةِ نُوراً

حين أغمِسُ قَلمِي
يتلون ُبالأحمر
لماذا هذا الأحمرُ يتكاثر
يملأُ الزوايا والحَواشِي
ويترك المتّن لاهِيًا بالغرابيل؟

فأيّ غربالٍ أنتَقِي
ليذهَّبَ الوجَعُ
ويرسُمنِي كقطرةِ ماءٍ
لا تعرفُ إلاَّ نبعا ً صافيًا

النبّعُ هنا
لكنَّ قلبِّي صار ملوثاً
وأنّا صرتُ أتَهجي
لغة ً لا تعرفُنِي

وأكتّبُ أشياء لا أفهمُها
وأقول ُسلامًا لفبراير
إذ تقودُ جحافِل ثوارٍ
ومشاعل الأولادِ لا تُضِيء

وطرابلسُ تبكي
وبنغازي تُحصِي موتاها
وتبحثُ عن مفقودٍ لا اسم له

مِن أيّنَ يا (مصراتة)
نَجِدُ بلادًا
والدمُ لا لونَ لهُ
وأنّا أكتبُّ حُلمَ النازحين؟

مِن أيَّنَ يا (تاورغاء)
نَجِد وطنًا
والبلادُ التِي
أردنَاها سماءً لبالوناتِ الفرحِ
صارت ترشُّنا بالدم؟

وبنغازي تُحصِي قتلاها
وتَعدُّ مآثر ثورةٍ أشعَلتها
والخمِيسَاتُ تضيءُ
في أيَدِي البناتِ

لأنَّ الأعوام تكبر
والحرية لا باب لها

البابُ في قلبي
قلبي الذي صار ملوثاً
والدم لا لون َ لهُ.

______________

نشر بموقع بوابة الأهرام

مقالات ذات علاقة

تكوّن

المشرف العام

بـلادي يـا كل كلـي

محمد المغبوب

آكـِلَةُ الـقُـلُوب

اترك تعليق